ثماني استراتيجيات فعَّالة لتحفز نفسك على مواصلة العمل

2024

Written by عاصم قريشي
بقلم عاصم قريشي، الرئيس التنفيذي لشركة جِبل

مرحبًا، أنا عاصم قريشي، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة جِبل، وهو برنامج مبني على الحوسبة السحابية لإدارة الوقت والحضور. لديَّ خبرة عدة سنوات في بناء وتوسيع نطاق منتجات وفرق البرمجيات عبر مختلف الصناعات والأسواق.

قبل أن أؤسس جِبل، عملت كنائب رئيس في مورغان ستانلي لمدة 6 سنوات. أنا متحمس لمساعدة المنشآت على تحسين إنتاجيتها وأدائها من خلال ممارسات الإدارة الذكية للوقت.

إن الحفاظ على التحفز وارتفاع المعنويات أثناء عملك يمكن أن يجعلك تشعر وكأنه تحديًا أحيانًا. الروتين اليومي، والمواعيد النهائية، والمسؤوليات يمكن أن تستنزف طاقتك، وهذا يجعل من الصعب الحفاظ على تركيزك وإنتاجيتك. لذا، قد تجد نفسك تطرح أسئلةً مثل: “كيف يمكنني العودة إلى المسار الصحيح؟”، و “كيف يمكنني الحفاظ على تحفيزي؟”، و “كيف يمكنني التوقف عن المماطلة؟” ولكن لا داعي للقلق؛ لأننا في هذا المقال سنتناول أفضل 8 استراتيجيات لتحفيزك على مواصلة العمل بحماس وتركيز متجددين. من التغييرات البسيطة في روتينك إلى دمج أدوات مفيدة، يمكن أن تحدث هذه الاستراتيجيات البسيطة طفرةً كبيرةً في حياتك المهنية.

قبل أن نستعرض تلك الاستراتيجيات، دعنا نضع الأساس. من المهم أن نعترف بأن “التحفيز” ليس قوةً ثابتةً لا تتغير. بل إنه يتأرجح ويتدفق، تمامًا مثل المد والجزر. فالاعتراف بهذا الإيقاع الطبيعي يمكن أن يخفف الضغط، ويسمح لك بالتركيز على الطرق التي ستساعدك في الاستمتاع بركوب موجات التحفيز هذه.

تُغطِّي هذه المقالة:

أفضل ٨ نصائح للتحفيز على مواصلة العمل

لماذا تحتاج إلى البقاء متحفزًا؟

الحفاظ على الحافز هو جزء مهم في رحلة تحقيق النجاح الشخصي والمهني. يعد الحافز قوةً تحفيزيةً تدفعنا إلى الأمام، مما يتيح لنا التغلب على التحديات، ومتابعة أهدافنا، وفي النهاية يؤدي ذلك إلى حياة مليئة بالرضا. عندما تكون متحفزًا، فإنك غالبًا ما ستأخذ المبادرة، وتعمل بجد، وتقف بثبات في وجه العقبات. إليك أسباب أهمية البقاء متحفزًا:

  • الإنتاجية: يعزز التحفيز الإنتاجية بشكل كبير. عندما تكون متحفزًا، فإنك تكون أكثر تركيزًا وكفاءةً، وأكثر فعاليةً لإكمال المهام، مما يؤدي إلى إنتاجية أعلى ونتائج أفضل.
  • التفاؤل: التحفيز مرتبط بالتفكير الإيجابي. فعندما تكون متحفزًا، فمن المرجح أن تحافظ على منظورك التفائلي والمفعم بالأمل، حتى عندما تواجه التحديات.
  • تحقيق الأهداف: التحفيز هو القوة الدافعة وراء تحديد الأهداف وتحقيقها. بدونه، قد تبدو الأهداف بعيدةً وغير قابلة للتحقيق، مما يؤدي إلى التعثر والإحباط.
  • النمو الشخصي: يعزز البقاء متحفزًا النموَّ الشخصي والتطوير. إنه يحثك على الخروج من منطقة راحتك، وتعلم مهارات جديدة، وتوسيع آفاقك.
  • الصحة والرفاهية: يسهم التحفيز في الصحة العامة. كما أن المشاركة في عمل ذي مغزى وتحقيق الأهداف يمكن أن يؤدي إلى شعور بالإنجاز وتحسين الصحة العقلية.

ما المخاطر المرتبطة بفقدان التحفيز؟

من ناحية أخرى، عندما يتراجع التحفيز، يمكن أن تظهر العديد من المخاطر والعواقب السلبية:

  • المماطلة: نقص التحفيز غالبًا ما يؤدي إلى المماطلة، مما يسبب تراكم المهام وتفويت المواعيد النهائية.
  • انخفاض الجودة: يمكن أن يؤدي نقص التحفيز إلى قلة الانتباه للتفاصيل وانخفاض جودة عملك.
  • الإرهاق: الفترات الطويلة من انخفاض التحفيز يمكن أن تسهم في الإرهاق – حالة من الإرهاق النفسي، والجسدي، والعقلي.
  • الفرص الضائعة: بدون تحفيز، قد تغفل أو تتردد في الاستفادة من فرص قيِّمة للنمو والتقدم.
  • الركود: نقص التحفيز يمكن أن يؤدي إلى ركود في مجال العمل أو الحياة الشخصية، حيث تصبح راضيًا عن الوضع الحالي وتقاوم التغيير.

أفضل 8 استراتيجيات لتحفز نفسك على مواصلة العمل

1. اهتم بالأهداف الصغيرة

أهم قاعدة في الحفاظ على حالة التحفيز هي عدم محاولة القيام بالكثير في وقت قصير. يمكن أن يكون حجم المهمة مُرهِقًا للغاية، مما يؤدي إلى تراجع التحفيز. وللتغلب على ذلك، قسِّم عملك إلى خطوات صغيرة وقابلة للإدارة. فإن تحقيق كل هدف فرعي يوفر شعورًا بالإنجاز، مما يُحفِّزك للاستمرار. على سبيل المثال، عند التعامل مع مشروع معقد، حدد هدفًا لإكمال جزء محدد في وقت معين. استخدم تطبيق تتبع الوقت على هاتفك الأندرويد أو الآيفون لمراقبة تقدمك في تحقيق هذه الأهداف الفرعية، مما يضمن سير عمل سلس وأكثر كفاءةً. يحافظ هذا الأسلوب على تركيزك وتحفيزك طوال وقت العمل على المشروع.

2. نظِّم مساحة عملك

تلعب مساحة عملك دورًا مهمًّا في مستويات تحفيزك. قم بإنشاء مكان عمل يُشجع على الإنتاجية. رتِّب المكان، واجعله يعكس شخصيتك، ونظِّمه. حتى التغييرات الصغيرة، مثل: إضافة النباتات، أو استخدام ألوان هادئة، يمكن أن تكون لها تأثير إيجابي. عندما يكون مكان عملك جاذبًا، فمن المرجح أن تشعر بالتحفيز للانخراط في مهام عملك.

أخيرًا، قم بتصميم مساحة عملك بطريقة ملائمة لعملك. إذا كنت تخطط لكتابة مقال، فضع الكمبيوتر وكل ما تحتاجه (شاحن، وملاحظات لاصقة، وسماعات الأذن، وكوب جميل من القهوة على سبيل المثال) في منطقة العمل قبل أن تبدأ في العمل. يضمن هذا الترتيب العاطفي أن يكون بيديك كل ما تحتاج إليه، مما يسمح لك بالحفاظ على نشاطك والبدء في عملك دون جهد. من خلال إعداد بيئة جيدة التجهيز، تقلل من التشتت، وتخلق مكانًا ملائمًا للإنتاجية، مما يعزز تركيزك وكفاءتك في النهاية.

3. تخلَّص من عوامل التشتيت

الخطوة التالية هي التخلص من عوامل التشتيت في مساحة عملك. على سبيل المثال، إذا كان هاتفك يشتت انتباهك عن إكمال عملك، اتركه في غرفة أخرى، أو في مكان لا تراه لعدة ساعات حتى تنتهي من عملك.

يوجد خيار آخر وهو جعل هاتفك مملًّا قدر الإمكان. اجعل عوامل التشتيت داخل هاتفك غير مرئية. يمكنك تسليم هاتفك لصديق أو أحد أفراد العائلة لبضع دقائق، واطلب منهم إخفاء التطبيقات التي تشتت انتباهك ووضع كلمة مرور يمكنهم إخبارك بها فقط عندما تنهي عملك.

4. اربط عملك بشيء تستمتع به

استراتيجية أخرى لتعزيز التحفيز وجعل عملك أكثر جاذبيةً؛ هي ربطه بشيء تستمتع به. على سبيل المثال: يمكنك ربط الكتابة بالاستماع إلى الموسيقى المفضلة لديك. هذا التوازن الذكي لا يضيف عنصرًا من المتعة إلى عملك فقط، ولكنه يشجع أيضًا على إطلاق الدوبامين (المادة الكيميائية التي تساعد على الشعور بالسعادة في الدماغ). نتيجةً لذلك، ستكتشف تقديرًا جديدًا لمهامك، مما يجعل من السهل الاستمرار في المشاركة والحفاظ على تدفق إنتاجيتك.

5. استخدم تقنيات تقسيم الوقت

قسِّم يوم عملك إلى فترات زمنية مُركَّزة مخصصة لمهام محددة. تُعرَف هذه التقنية بتقسيم الوقت، وتساعدك في إدارة وقتك بشكل فعَّال، وتمنع الإحساس بالإرهاق. خصِّص وقتًا للعمل المتعمق، وفترات الراحة، وحتى الأنشطة الترفيهية. من خلال العمل بناءً على الوقت المحدد، ستكون أقل عرضةً للشعور بالإرهاق، وأكثر قدرةً على الحفاظ على التحفيز المستمر طوال اليوم.

6. استفد من قوة المكافآت

أفضل الأمور في الحياة تحتاج حقًّا إلى وقت، ولكن من الممكن أيضًا إضافة بعض المكافآت الفورية على أهدافك الصغيرة المتعلقة بالعمل. أحد الأمور الأساسية التي يجب أن تتذكرها للحفاظ على التحفيز هو الشعور بالنجاح حتى بأصغر الطرق.

رؤية تقدمك هو طريقة للشعور بالنجاح ومكافأة نفسك، ويمكنك القيام بذلك باستخدام المقاييس البصرية. يمكنك استخدام متتبع الأهداف، وفي كل مرة تُنهي فيها هدفك المُجدوَل، قم بوضع علامة على التاريخ. القدرة على رؤية تقدمك ووجود لحظات “المكافأة الصغيرة” تلك يمكن أن تكون مجزيةً، وستحفزك أيضًا للاستمرار في سلسلة الإنجازات، وبالتالي البقاء متحفزًا لإتمام مهامك.

يمكنك أيضًا تجربة استراتيجية المكافآت؛ حيث تربط انتصارك الصغير بشيء ترغب في القيام به. هذه المكافآت لا تحتاج إلى أن تكون كبيرةً. على سبيل المثال، بمجرد الانتهاء من مهمتين، يمكنك الآن تصفح تغريداتك على تويتر؛ أو مشاهدة مسلسلك المفضل على شاهد.

الحصول على المكافآت يضيف عنصرًا من الإثارة إلى مهامك، ويحافظ على تحفيزك لإكمالها. يمكنك استخدام تطبيق تتبع الوقت للمشاريع بسهولة لتتبع إنجازاتك، مما يجعل من السهل تحديد متى يحين الوقت للاستراحة التي تستحقها.

7. تواصل مع هدفك

ذكِّر نفسك بسبب بدئك للعمل في المرة الأولى. ففهم الغاية وراء مهامك يمكن أن يعيد إشعال شغفك وتحفيزك. سواء كان المساهمة في مشروع أكبر، أو النمو الشخصي، أو تحقيق الاستقرار المالي، فإن وضع “الهدف” في ذهنك يضيف بُعدًا معنويًّا إلى عملك.

8. راعي المرونة

بينما يُعد الهيكل مهمًا، فلا تتردد في أن تكون مرنًا في مهامك اليومية الروتينية. يمكن أن تظهر تحديات غير متوقعة، والصرامة الشديدة قد تعرقل تحفيزك. التكيف يتيح لك تجاوز العقبات مع الحفاظ على نشاطك. على سبيل المثال: إذا واجهت حالةً طارئةً في العمل تتطلب اهتمامًا فوريًّا، يمكنك تعديل جدولك للتعامل معها مع إعادة جدولة المهام غير العاجلة. هذه القدرة على التحول وتحديد الأولويات بفعالية لا تحافظ على مسارك فقط، ولكنها تعزز أيضًا من تحفيزك عن طريق عرض مهارات حل المشكلات والمرونة في مواجهة التغيير.

الختام

بدءًا من تقسيم مهامك، وأهدافك الفرعية التي يمكن إدارتها بسهولة، إلى تخصيص مكان العمل بشكل يساعد على الإنتاجية والتخلص من المشتتات، تساهم استراتيجيات مواصلة العمل هذه على جعلك أكثر حماسًا وإنتاجيةً. من خلال التواصل مع هدفك واعتماد المرونة في مهام يومك الروتينية، ستجد أن الحفاظ على التحفيز يجعل رحلتك أكثر تجديدًا ونجاحًا.

لذلك، بينما تنطلق في سعيك للحصول على حيوية وتركيز متجدد، تذكر أن التحفيز في متناول يديك، ومع الأدوات والصفاء الذهني الصحي، يمكنك التغلب على الروتين اليومي وتحقيق النجاح الذي تتطلع إليه.

ابذل جهدًا، وابقَ متحفزًا، وتابع ارتفاع إنتاجيتك.