03 أيلول 2024
مرحبًا، أنا عاصم قريشي، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة جبِل، وهو برنامج مبني على الحوسبة السحابية لإدارة الوقت والحضور. لديَّ خبرة عدة سنوات في بناء وتوسيع نطاق منتجات وفرق البرمجيات عبر مختلف الصناعات والأسواق. قبل أن أؤسس جبِل، عملت كنائب رئيس في مورغان ستانلي لمدة 6 سنوات. أنا شغوف بمساعدة الشركات على تحسين إنتاجيتها وأدائها من خلال الممارسات الذكية للوقت.
الوقت من ذهب.
هذا الأمر صحيح خاصًة بالنسبة للمستقلين الذين عادًة ما يتقاضون أجورهم بالساعة. وعندما تكون كل ساعة مهمة، يجب أن تحرص على كيفية قضاءها.
إدارة الوقت موضوع منتشر للغاية عبر الإنترنت. توجد الآلاف من النصائح لإدارة الوقت، ومعظمها من خبراء الإنتاجية الذين يَعِدون بتغيير عادات عملك إلى الأفضل. بعضها يجدي نفعًا، وبعضها لا يفيد. فكيف تختلف النصائح الموجودة في هذه المقالة عنها؟
حسنًا، نصائح إدارة الوقت تلك مُصمَّمة خصيصًا للمستقلين، ومأخوذة عن مستقلين حقيقيين كانوا في خضم العمل، ويفهمون التحديات والفرص الفريدة التي تأتي مع العمل الحر. على عكس النصائح العامة، هذه النصائح عملية، واستراتيجيات مجربة ومُثبَتة يستخدمها المستقلون فعليًا لياحفظوا على إنتاجيتهم وعملهم بكفاءة. إن مستقلين فريقنا المذهلين سيتفقوا مع ذلك بالتأكيد.
أدعوك لتجربة نصائح إدارة وقت المستقلين تلك ومعرفة كيف يمكنها أن تحدث فرقًا حقيقيًا في يوم عملك.
6 نصائح لإدارة وقت خبراء العمل الحر
- انشئ جدولًا والتزم به
- قُم بترتيب أولوياتك
- تتبَّع وقتك
- تخلَّص من أكبر عدد ممكن من المُشتِّتات
- جرِّب تقنيات إدارة الوقت التي تناسبك
- افسِح لنفسك بعض الوقت
1. انشئ جدولًا والتزم به
هذه النصيحة لإدارة الوقت للمستقلين معروفة جدًا، لكن لا يمكنني التأكيد على أهميتها لإدارة الوقت بفعالية.
من بين مزايا العمل الحر الكثيرة هي قدرتك على التحكم في وقتك بشكلٍ أكبر. لكن الجدول الزمني المرن ليس دائمًا كما يبدو. إذا لم تتمكن من إدارة جدولك الزمني بشكل صحيح، فقد يتداخل العمل بسهولة مع وقتك الشخصي.
من الضروري أن تنشئ جدولًا زمنيًا يناسب نمط حياتك ويساعدك على الحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة.
ابدأ بتحديد ساعات عملك المثالية. وضع في اعتبارك الوقت الذي تكون فيه أكثر إنتاجية وانتباهًا – سواء كان ذلك في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من الليل. استخدم أوقات الذروة هذه لتُنجِز أصعب مهامك. بمجرد أن تحدد ساعات عملك المثالية، خصص أوقاتًا مُعيَّنة لأنواع العمل المختلفة، مثل المهام التي تتطلب تركيزًا عميقًا، والواجبات الإدارية، واجتماعات العملاء.
إنشاؤك لجدول زمني منظم لا يعني أنه يجب عليك الالتزام بالجدول الزمني التقليدي للعمل من التاسعة إلى الخامسة. ولكن جمال العمل الحر يكمن في قدرتك على تصميم يوم عمل يناسب احتياجاتك. ربما تُفضِل العمل في فترات قصيرة مع فترات راحة متكررة، أو ربما تفضل جلسات عمل أطول مع استراحة أطول في منتصف اليوم. ابحث عن ما يلائمك أكثر شيء، والأهم من ذلك، كن ثابتًا في عملك.
2. قُم بترتيب أولوياتك
“اختيار الأولوية بنفس أهمية العمل عليها.” – جيمس كلير
يمكن للمهمة التي تبدأ بها يومك أن تحدد طريقة عملك لبقية اليوم. وضع الأولويات الفعَّال يضمن تركيزك على المهام التي لها تؤثر على عملك وأهدافك أكثر شيء. من السهل أن تتعثر في العمل المزدحم الذي يبدو منتجًا ولكنه لا يحقق نتيجةً فعليَّة.
لتقوم بتحسين إنتاجيتك حقًا، ابدأ كل يوم بتحديد المهمة الأكثر أهمية والتي تحتاج لاهتمامك. هذا قد يكون مشروعًا عالي الأولوية بالنسبة للعملاء، أو موعد نهائي يقترب بسرعة، أو مشكلة معقدة تحتاج إلى حل. التعامل مع المهمة الأكثر أهمية أول شيء يعني أنه حتى إذا قامت مهام أخرى أقل أهمية بمقاطعة عملك، فستكون قد حققت تقدمًا كبيرًا في المكان المهم.
إذا كنت تعمل على أكثر من مشروع، مثلما يفعل معظم المُستقلين، فإنك ستحتاج إلى تقسيم مهامك إلى أجزاء قابلة للإنجاز. يساعد ذلك في منع الشعور بالضغط ويجعل تتبع التقدم أسهل. حاول وضع قائمة بمهامك حسب الأولوية وأن تعالجها واحدة تلو الأخرى، مع وضع علامة إتمام الإنجاز على كل ما تنتهي منه. يمكن أن يساعدك ذلك في الحفاظ على النظام ويضمن توافق جهودك مع أهم أهدافك.
تذكر أن مفتاح العمل الحر الناجح ليس مجرد العمل الجاد، بل العمل بذكاء أيضًا. من خلال تنظيم أولوياتك والتركيز على ما يهم أكثر، يمكنك التأكد من استغلال وقتك ومواهبك بأفضل طريقة ممكنة.
عندما تُخطِّط جيدًا، تستغل وقتك أفضل ما يمكن.
3. تتبَّع وقتك
تحتاج إلى معرفة إلى أي شيء تُخصِّص وقتك إذا كنت تريد أن تديره بفعالية. وأفضل طريقة للقيام بذلك هي تتبع وقتك.
هناك الكثير من برامج تتبع الوقت الجيدة التي يمكن أن تساعدك أن تبدأ في ذلك. يمكن لهذه الأدوات تسجيل الوقت الذي تقضيه في المهام المختلفة تلقائيًا، حيث تقدم تقارير مفصلة تظهر أين تقضي ساعاتك. يحتوي بعضها أيضًا على ميزات لتتبع المشاريع، وتتبع الساعات المدفوعة، والجدولة.
راجع سجلات وقتك بانتظام لتحديد المجالات التي يمكنك أن تتحسن بها. هل هناك مهام تستغرق وقتًا أطول مما هو متوقع باستمرار؟ هل هناك فترات من اليوم حيث تُصبِح أكثر إنتاجية؟ استخدم هذه المعلومات لتعديل جدولك الزمني وتحسين سير عملك.
يساعدك تتبع وقتك أيضًا على تحديد أهداف ومواعيد نهائية واقعية. عندما تحصل على صورة واضحة عن المدة التي تستغرقها المهام بالفعل، يمكنك التخطيط ليومك بشكل أكثر دقة وأن تتجنب الالتزام الزائد. وهذا لا يساعدك على البقاء على المسار الصحيح فقط، بل يقلل أيضًا من التوتر ويمنع الإرهاق.
يوجد سبب آخر لتفكر فيه لتتبع وقتك وهو الفوترة الدقيقة للعملاء. إذا كنت من المستقلين الذين يتقاضون رسومًا بالساعة، فإن وجود سجل دقيق لعملك يضمن الشفافية والدقة في فواتيرك. يتيح لك ذلك تبرير رسومك والوقت الذي تقضيه في المشاريع، وهذا يعزز الثقة والمصداقية مع عملائك.
هناك الكثير الذي يمكن الاستفادة منه عبر مجرد تتبع وقتك. بالنظر إلى كل هذه المزايا، فإنه أمر بديهي أن كل مستقل يمكنه أن يستفيد شيئًا من تتبع وقته.
4. تخلَّص من أكبر عدد ممكن المُشتِّتات
عندما تعمل عن بعد، تُعتبَر المشتتات تحديًا كبيرًا. سواء كان ذلك عبر ركض الأطفال حولك، أو جاذبية وسائل التواصل الاجتماعي، أو الأعمال المنزلية التي تناديك، فقد يكون من الصعب التركيز. وحتى تحقق أقصى استفادة من إنتاجيتك، من الضروري تقليل هذه المشتتات.
توجد طريقة رائعة للبدء وهي عبر إنشاء مساحة عمل مخصصة حيث يمكنك التركيز فقط على عملك. يمكن أن تكون هذه غرفة منفصلة، أو زاوية هادئة، أو حتى مكان محدد على طاولة المطبخ. تأكد من أن هذه المساحة مريحة وخالية من الأشياء غير المتعلقة بالعمل التي قد تجذب انتباهك. أبلِغ الأشخاص المحيطين بك بساعات عملك ليحترموا وقت تركيزك.
إذا أصبح العمل من المنزل مُربِكًا، ففكر في تغيير بيئتك. يمكن أن يوفر لك مقهى هادئ أو مساحة عمل مشتركة تغييرًا في الوضع وأجواء أكثر احترافية. يمكن أن تساعدك هذه المساحات في الحفاظ على تحفيزك وتركيزك، وهذا يوفر حدودًا واضحة بين العمل والحياة الشخصية.
بالإضافة إلى ذلك، قم بتنفيذ استراتيجيات لإدارة المشتتات الرقمية. قم بإيقاف تشغيل الإشعارات غير الضرورية، واستخدم التطبيقات التي تحظر مواقع الويب المُشتِّتة، وحدد أوقاتًا محددة لمتابعة البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي. ومن خلال وضع هيكل ليومك والتحكم في بيئتك، ستتمكن من تعزيز تركيزك واستغلال وقتك لإنجاز الكثير.
5. جرِّب تقنيات إدارة الوقت التي تناسبك
طرق إدارة الوقت الموجودة ليست بقليلة. الشيء الصعب هو العثور على تلك التي ستناسبك. لهذا السبب أقترح بشدة تجربة تقنيات مختلفة للعثور على نهج يناسبك.
بعض تقنيات إدارة الوقت الشائعة التي يمكنك تجربتها تتضمن التالي:
-
تقنية بومودورو: اعمل في فترات تركيز، عادًة ما تكون لمدة 25 دقيقة، ويليها استراحة لمدة 5 دقائق. وبعد أربعة فترات، خذ استراحة أطول. تساعدك هذه الطريقة على الحفاظ على مستويات عالية من التركيز من خلال تقسيم العمل إلى أجزاء سهلة الإدارة وإعطاء عقلك فترات راحة منتظمة.
-
الوحدات الزمنية: قم بتحديد فترات زمنية محددة للقيام بمهام مختلفة طوال يومك. على سبيل المثال، يمكنك تحديد 9:00 صباحًا إلى 11:00 صباحًا للعمل الذي يركز على مشروع ما، و11:00 صباحًا إلى 12:00 ظهرًا لعقد اجتماع فريق، ومن 1:00 ظهرًا إلى 2:00 ظهرًا للرد على رسائل البريد الإلكتروني. تساعدك هذه الطريقة على تحديد أولويات المهام المهمة، وتقليل المُشتِّتات، وضمان وجود وقت مخصص للأنشطة عالية الأولوية.
-
مصفوفة أيزنهاور: تساعدك مصفوفة أيزنهاور، والمعروفة أيضًا بمصفوفة العاجل-الضروري، على تحديد أولويات المهام بناءً على مدى عجلتها وأهميتها. إنها تُقسِّم المهام إلى أربع فئات: عاجل وضروري، ضروري وغير عاجل، عاجل وغير ضروري، وغير عاجل وغير ضروري. من خلال توزيع المهام في هذه الفئات، يمكنك التركيز على ما يهم حقًا وإدارة وقتك بشكل أكثر كفاءة.
-
نهج إنجاز المهام (GTD): يتضمن نهج إنجاز المهام (GTD) خمس خطوات رئيسية: حدِّد، حيث تجمع جميع المهام والأفكار في نظام واحد؛ وضِّح، حيث تقوم بمعالجة هذه العناصر وتأخذ القرار بشأن الخطوات القابلة للتنفيذ؛ نظِّم، حيث تقوم بفرز المهام في فئات أو مشاريع؛ فكِّر، حيث تقوم بمراجعة قوائمك وتعديلها بانتظام؛ وتفاعل، حيث تركز على تنفيذ المهام بناءً على أولويتها. يساعدك هذا النهج المنظم على تقليل الفوضى العقلية والتأكد من عملك باستمرار على المهام الأكثر أهمية.
-
قاعدة الدقيقتين: إذا احتاجت المهمة لاستغراق دقيقتين أو أقل، فقُم بها على الفور. يساعد ذلك في منع تراكم المهام الصغيرة، وإثقالك بها. ومن خلال القيام بهذه المهام القصيرة بسرعة، يمكنك الحفاظ على قائمة مهام سهلة الإدارة والحفاظ على حماسك
أفضل تقنيات إدارة الوقت هي تلك التي تحقِّق نتائج بالنسبة لك. سِيَر عمل الجميع مختلفة، لذلك لا تتوقع أن تناسبك كل نصيحة لإدارة الوقت. جرب أيًا من هذه التقنيات وقم بتعديل نهجك وفقًا لاحتياجاتك.
6. افسِح لنفسك بعض الوقت
عندما يكون يرتبط وقتك بدخلك بشكل مباشر، من السهل الوقوع في فخ العمل باستمرار على مدار الساعة.
“المشكلة تحدث عندما تُصبِح كل ساعة عدم عمل مفاوضة—عندما لا أستطيع أن أتوقف عن التفكير في حساب كم يكلفني وقت راحتي.” – فِرجينيا هوجان، مُساهمة في فوربس، وتعمل بالعمل الحر منذ أكثر من 6 سنوات
الضغط لتحقيق أقصى استفادة من كل دقيقة قد يؤدي إلى العمل الزائد والإرهاق، وهذا يمكن أن يكون غير مثمر في النهاية. في حين أنه من المهم أن تظل ملتزمًا ومكرسًا في عملك كمُستقِّل، فإنه من المهم أيضًا الاعتراف بقيمة وقت الفراغ.
ليس من الضروري أن تذهب في عطلة كل أسبوع. أعني إذا استطعت أن تفعل ذلك، فهذا سيكون جيد بالنسبة لك! ولكن شيئًا بسيطًا مثل الخروج في نزهة، أو ممارسة هواية، أو مجرد الاسترخاء وقراءة كتاب جيد، يمكن أن يكون أساسيًا لتجديد طاقتك العقلية والبدنية.
من خلال تخصيص بعض وقت الفراغ لنفسك، تسمح لعقلك بالراحة وتجديد الطاقة.
تذكر أن الاستثمار في رفاهيتك الخاصة هو استثمار في نجاحك. يضمن تخصيص وقت فراغ لنفسك العودة إلى عملك بمنظور جديد وطاقة متجددة، وهذا سيفيد عملائك في النهاية. إنها صفقة رابحة للجميع!
أفكار ختامية
العمل الحر هو خيار مهني فعَّال ومُكافئ يوفر المرونة والتحكم في وقتك. ولكن، مع هذه الحرية تأتي مسؤولية إدارة جدولك الزمني وأعباء عملك بفعالية.
مع وجود العديد من العملاء والأولويات المتغيرة، من السهل أن تشعر بالضغط. لكي تنجح حقًا كمستقل، تحتاج أن توازن هذه المرونة عبر مهارات إدارة الوقت القوية. وهذا يعني إنشاء جدول زمني منظم، ووضع حدود واضحة، وتقييم أعباء العمل الخاص بك بانتظام لتتجنب الإرهاق. ومن خلال الحفاظ على النظام والتركيز، يمكنك زيادة إنتاجيتك والاستمتاع بالعديد من الفوائد التي يقدمها العمل الحر. آمل أن تساعدك نصائح إدارة وقت المستقلين هذه في الحصول على بداية جيدة في الاتجاه الصحيح. تحياتي لكم!