استخدام طريقة بومودورو للدراسة

2025

Written by Charlie Fitzgibbon
بقلم Charlie Fitzgibbon، Construction Professional

كيف ساعدتني خدعة بسيطة في الحياة على النجاح واستعادة ثقتي الأكاديمية بعد ترك المدرسة الثانوية.

لقد تركت المدرسة في سن الخامسة عشرة، ليس لأنني كنت أرغب في ذلك، ولكن لأنني شعرت أنه ليس لدي خيار آخر. ومن بين الكثير من الصعوبات، كان التركيز معركة شاقة. الجلوس بلا حركة، واستيعاب ما يقوله المعلمون، ومنع ذهني من التشتت؟ إنه أمر مستحيل حرفيًا.

لازلت أذكر معلمتي وهي تنظر إليّ بشفقة ذات يوم عندما أخبرتني أن الدراسة “لا تناسبني”، وبعد فترة وجيزة، غادرت أبواب التعليم معتقدًا تمامًا أنه عالم ليس من أجل من يفكرون مثلي.

لفترة من الوقت، لم يبدو الأمر وكأنه معضلة كبيرة. حيث بدأت مباشرةً في العمل، وبدأت مهنتي في البناء. ولكن في العشرينات من عمري، لم تسمح لي الحياة بنسيان هذه التحديات التي واجهتها مبكرًا: حيث أخبرني صاحب العمل أنني سأحتاج إلى مؤهلات إدارية إذا كنت أريد التقدم. فجأةً، لم تعد الدراسة أمرًا اختياريًا – بل أصبحت ضرورية.

بعد سبعة عشر عامًا من طردي بلطف من أبواب مدرستي الثانوية، حصلت الآن على شهادتي الجامعية وأكملت الدراسات العليا في وقت فراغي. كيف فعلت ذلك؟ من خلال استعادة علاقتي مع عدو قديم – التركيز.

ويمكنك أيضًا القيام بذلك، عبر فترات عمل مُكثَّفة مدتها 25 دقيقة في كل مرة، وذلك بفضل هذه الطريقة: تقنية بومودورو.

تُغطِّي هذه المقالة:

ما هي تقنية بومودورو؟

باختصار، إن تقنية بومودورو تعتمد على العمل بشكل أكثر ذكاءً وليس بجهد أكبر. إنك تقوم بتقسيم مهامك إلى فترات تركيز مدتها 25 دقيقة، تُدعى “فترات بومودورو”، مع فترات راحة مدتها 5 دقائق بين كل فترة. بعد أربعة فترات بومودورو، تكافئ نفسك بفترة راحة أطول مدتها من 15 إلى 30 دقيقة.

طوَّر فرانشيسكو سيريلو هذه الطريقة في أواخر الثمانينيات. تم اشتقاق اسم “بومودورو” من مؤقت المطبخ على شكل طماطم الذي استخدمه سيريلو لتتبع عمله. كان هدف سيريلو هو إنشاء نظام بسيط يجعل المهام الكبيرة والمخيفة تبدو أسهل في الإدارة. حيث قسَّم المستحيل إلى قطع صغيرة مثل قطع الطماطم.

يكمن جمال التقنية في بساطتها وتوافقها مع الطريقة التي تعمل بها أدمغتنا بشكل طبيعي.

من خلال إعادة ضبط عقلك عبر فترات الراحة، فإنك ببساطة تمنح عقلك وقتًا لإعادة شحن الطاقة.

كيفية عمل تقنية بومودورو

تكمن روعة تقنية بومودورو في كونها عملية. إليك أسباب فعاليتها:

  • تتغلب على الشعور بالضغط: عندما يكون لديك جبل من المهام، فإن الالتزام بمجرد 25 دقيقة يبدو أمرًا قابلًا للتنفيذ.
  • تحافظ على انتعاشك: توفر فترات الراحة المنتظمة لعقلك وقتًا لإعادة شحن طاقته، مما يُحسِّن الإنتاجية والتركيز.
  • تبني الزخم: إن إكمال فترة بومودورو واحدة يخلق شعورًا بالإنجاز الذي يغذي فترة بومودورو التالية.
مؤقت بومودورو

(gettyimages.com)

كيف استخدمت تقنية بومودورو للدراسة

بينما كنت أبني مسيرتي المهنية في مجال البناء، كان عليَّ أن أكبر بسرعة وأتعلم أن أصبح أقوى إذا أردت النجاة. مع مرور الوقت، تعلمت أن يكون الضغط هو الوجبة التي تشحن طاقتي.

ومع ذلك، عندما عدت إلى الدراسة في بادئ الأمر، لا أخجل من الاعتراف بأنني سرعان ما شعرت بالضغط الشديد. لم تكن عاداتي القديمة في العمل المتأخر والقيام بمهام متعددة في وقت واحد كافية. وبعد ذلك اكتشفت تقنية بومودورو.

بدأت بخطوات صغيرة: 25 دقيقة من الدراسة، ثم استراحة لمدة 5 دقائق. في تلك الاستراحات، كنت أبتعد عن مكتبي – أشرب مشروبًا، وأتمدد، أو حتى مجرد أنظر من النافذة. بعد أربع دورات، كنت آخذ استراحة أطول لإعادة شحن طاقتي.

وبشكل مذهل – لقد نجح الأمر! لماذا لم يعلمونا هذه الأشياء عندما كنت في المدرسة، وأنا مشتت بينما كانت المعلمة تكتب على السبورة؟

هكذا بدا روتيني:

  • الصباح: فترتَي بومودورو قبل العمل لأبدأ يومي.
  • المساء: من أربعة إلى ستة فترات بومودورو بعد العشاء، يتوسطها وقت مع عائلتي.

بدلاً من الشعور بالإرهاق، كنت أنهي كل جلسة بشعوري بالإنجاز. مع مرور الوقت، نَمَت ثقتي بنفسي، ووجدت أنني أتذكر المزيد من المعلومات وأتعامل مع المهام بوضوح وتركيز.

الأساس العلمي وراء التركيز

ولكن، بالتأكيد، هذا لا ينطبق فقط عليّ. يُمكن للطلاب من جميع الخلفيات وأساليب الحياة استخدام نفس هذه التقنيات لمكافحة فقدان التركيز ومحاربة تشتت انتباههم أثناء مواجهة التزامات الحياة.

التركيز لا يتم عبر الضغط الشديد – بل يتحقق بالتعاون مع عقلك وليس ضده. تُظهر الأبحاث أن تقسيم المهام إلى فترات قصيرة من الجهد يزيد من الكفاءة ويقلل من الإرهاق الذهني:

أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Cognition عام 2011، شارك فيها 84 مشاركًا، أن قدرتنا على التركيز على مهمة ما تنخفض بعد حوالي 20-25 دقيقة، وذلك بسبب ما يسمى بـ “انخفاض اليقظة” – وهو مصطلح متأنق يعبر عن “تعب عقلك”.

من خلال تحسين توزيع جهودك في الوقت المناسب باستخدام تقنية بومودورو، فإنك في الأساس تخلق إيقاعًا يتوافق مع دورات التركيز والراحة الطبيعية لعقلك.

تتبع الوقت: الحفاظ على المساءلة والحماس

واحدة من أفضل جوانب تقنية بومودورو هي سهولة البدء في استخدامها. كل ما تحتاجه هو مؤقت. ولكن إذا كانت طريقة تفكيرك مثلي، فإنني لا أحتفظ بمؤقت على شكل بيضة (أو طماطم) قديم في خزانتي. هنا يأتي دور موقت بومودورو المجاني 100% من جِبل عبر الإنترنت.

لا تتردد في استخدام هذه الأداة لأتمتة فترات بومودورو الخاصة بك، حتى تتمكن من التركيز تمامًا على المهمة التي في يدك. قم بإعدادها باستخدام الدورة العادية المُقسَّمة بين 25/5 دقيقة، أو قم بتخصيصها لتناسب تفضيلاتك. هل تريد جلسة عمل مدتها 30 دقيقة واستراحة مدتها 10 دقائق؟ لا مشكلة في ذلك.

وأفضل ما في الأمر أنها متاحة عبر الإنترنت – افتحها على هاتفك أثناء قيامك بجلسة الدراسة في مقهى أو حديقة في مدينتك. ليس هناك سبب يجعل الدراسة مُقيَّدة بغرفتك أو مكتبة المدرسة.

بومودورو للدراسة

(vistaresidences.com)

كيف غيَّرت بومودورو طريقة تفكيري

لم يساعدني استخدام تقنية بومودورو فقط في التحسن في الدراسة وزيادة تركيزي في دوراتي الجامعية – بل تمكنت من تطبيقها على كيفية تغلبي على التحديات الأخرى في الحياة. لقد علَّمني تقسيم المهام إلى أجزاء سهلة الإدارة أن التقدم لا يحدث فقط بقفزات عملاقة؛ بل يتم عبر الخطوات الصغيرة والمُتسقة.

مع مرور الوقت، تجمعت هذه الفترات القصيرة التي تستمر لمدة 25 دقيقة لتُشكِّل شيئًا أكبر بكثير. لقد ساعدتني في التحول من شخص لا يستطيع الجلوس في حصة دراسية إلى شخص يمكنه كتابة بحث علمي. ولماذا نتوقف عند هذا الحد؟ ماذا يمكن أن يفعله هذا المؤقت البسيط على شكل طماطم لحياتك؟

أفكار نهائية

قد تبدو تقنية بومودورو وكأنها خدعة بسيطة في الحياة، لكنها فعَّالة للغاية. إذا كنت تواجه صعوبات في التركيز، فجرِّبها. ابدأ بخطوات صغيرة – فترة بومودورو واحدة فقط – وتطوَّر من هناك.

قبل سبعة عشر عامًا، لم أستطع تخيل التوفيق بين مهنة، وأسرة، ودرجتين علميتين. ولكن بفترة بومودورو واحدة تلو الأخرى، حققت ذلك. وإذا تمكنت من القيام بذلك، فيمكنك أنت أيضًا.