تحقيق الأجر العادل: أفضل الممارسات لضمان أجور عادلة لموظفيك

نظرة عامة

يعد ضمان حصول الموظفين على أجور عادلة عنصراً حاسماً في نجاح أي عمل تجاري. لا يساعد ذلك فقط في جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها، ولكنه يعزز أيضاً الشعور بالتقدير والتحفيز بين أعضاء الفريق. ومع ذلك، فإن تحديد الأجر العادل يمكن أن يشكل تحدياً معقداً لأصحاب العمل.

في هذه المقالة، سنلقي نظرة فاحصة على بعض العوامل الأساسية التي تحتاج الشركات إلى مراعاتها عند تحديد الرواتب والأجور لموظفيها. بالإضافة إلى ذلك، سنناقش بعضاً من أفضل الممارسات التي يمكن للشركات اتباعها لضمان شفافية وعدالة استراتيجيات التعويضات الخاصة بها.

تحقيق الأجر العادل: أفضل الممارسات لضمان أجور عادلة لموظفيك

في هذا المقال:

ما تعريف الأجر؟

يستخدم أرباب العمل مصطلحات متنوعة للإشارة إلى المقابل المادي الذي يُدفع للعمال أو الموظفين لقاء خدماتهم، مثل الأجر والراتب والأتعاب وغيرها. تستخدم قوانين العمل الرسمية غالباً مصطلح الأجر للإشارة إلى مقدار المال الذي يتلقاه الموظف مقابل أداء خدمة معينة. يشمل المصطلح التفصيلات الآتية:

  • الأجر: بشكل عام فهو الأجر الأساسي مضافاً إليه جميع العلاوات والبدلات والمكافآت، التي تدفع للعامل مقابل العمل أو بمناسبته، أياً كان نوعها وطريقة حسابها.
  • الأجر الأساسي: كل ما يعطى للعامل مقابل عمله، بموجب عقد عمل مكتوب أو غير مكتوب، مهما كان نوع الأجر أو طريقة أدائه، مضافاً إليه العلاوات الدورية، وذلك بناءً على مدة معينة من الزمن أو على أساس القطعة أو الإنتاج.
  • الأجر الفعلي: الأجر الأساسي مضافاً إليه سائر الزيادات المستحقة الأخرى التي تتقرر للعامل مقابل جهد بذله في العمل، أو مخاطر يتعرض لها في أداء عمله، أو التي تتقرر للعامل  بموجب عقد العمل أو لائحة تنظيم العمل. وتشمل في قانون العمل السعودي مثلاً:
  1. العمولة، أو النسبة المئوية من المبيعات، أو النسبة المئوية من الأرباح، التي تدفع مقابل ما يقوم بتسويقه، أو إنتاجه، أو تحصيله، أو ما يحققه من زيادة الإنتاج أو تحسينه.
  2. البدلات التي يستحقها العامل لقاء طاقة يبذلها، أو مخاطر يتعرض لها في أداء عمله.
  3. الزيادات التي قد تمنح وفقاً لمستوى المعيشة، أو لمواجهة أعباء العائلة.
  4. المنحة أو المكافأة التي يعطيها صاحب العمل للعامل، وما يصرف له جزاء أمانته، أو كفايته، وما شابه ذلك.
  5. الميزات العينية هي التي يلتزم صاحب العمل بتوفيرها للعامل مقابل عمله، بالنص عليها في عقد العمل أو في لائحة تنظيم العمل. وتقدر بحد أقصى يعادل الأجر الأساسي لمدة شهرين عن كل سنة ما لم تقدر في عقد العمل أو لائحة تنظيم العمل بما يزيد على ذلك.

ما أهمية دفع الأجور بشكل عادل؟

عندما يشعر الموظفون بأنهم يتلقون أجوراً عادلة، فإنهم يميلون إلى الالتزام بأداء عملهم بجدية وتفانٍ وتحفيز أكبر. يعزز الأجر العادل شعور الموظفين بالتقدير ويشجعهم على تقديم أفضل ما لديهم، مما يؤدي إلى رفع مستوى الإنتاجية.

غالباً ما تدفع الأجور غير العادلة الموظفين للبحث عن فرص أخرى. أما في المؤسسات التي تعتمد سياسات دفع عادلة، فيزيد معدل الاحتفاظ بالمواهب والطاقات، مما يقلل التكاليف المرتبطة بتوظيف وتدريب موظفين جدد وبالتالي الحد من ظاهرة الدوران الوظيفي.

بالإضافة إلى تعزيز المساواة والعدالة في مكان العمل، إذ يخلق التزام المؤسسة بيئة عمل إيجابية يشعر فيها الجميع بأن جهودهم وتفانيهم يتم تقديرها دون تحيز أو تمييز، وفي دراسة أجرتها منصة إنديد (Indeed) إحدى أكبر منصات التوظيف في العالم، وذلك في شهر ديسمبر 2020 على أكثر من 1500 عامل أمريكي من مجموعة متنوعة من الصناعات المهنية والمستويات، توصلت إلى أن 81% منهم يزيد تركيزهم على العمل ويصبحون أكثر إنتاجية عندما يتلقون أجوراً مناسبة.

بينما يفضل 75% من العاملين التقديم للوظائف في الشركات المعروف عنها بالالتزام بالشفافية في منح الأجور. يساعد ذلك في اكتساب سمعة إيجابية للمؤسسة في سوق العمل، مما يجعلها أكثر جذباً للمواهب الجديدة، وهو ما يقوي ثقة العملاء والشركاء فيها.

اعرف المزيد عن حماية الأجور في السعودية

عوامل مهمة في تحقيق الأجر العادل

تلعب الكثير من العوامل دوراً أساسياً في ضمان حصول الموظفين على الأجر العادل، بعضها يعتمد على المؤسسات نفسها، فيما يتعلق بعضها الآخر بالسوق، وإليكَ إضاءةً على ذلك:

  • مطابقة السوق

إحدى المهام الأساسية لتحقيق العدالة في الأجور هي تطوير نظام تنافسي ومنصفٍ بناءً على ظروف السوق الراهنة بحيث يعزز مشاركة الموظفين وأداءهم الفعال. يعد إنشاء هيكل أجور قائم على السوق خطوة مهمة، إذ تتضمن جمع البيانات وتحليلها، وتطوير هياكل الأجور وتنفيذها. يهدف هذا إلى تسهيل عملية إنشاء نظام دفعٍ فعال يساعد الشركات في توظيف الكفاءات في ظل تغيرات سوق العمل المستمرة.

  • التواصل مع الموظفين

 يُعد التواصل بين الموظفين ومعهم أمراً بالغ الأهمية في تحقيق عدالة الأجور، إذ يساهم في خلق بيئة شفافة وواضحة، يعلم فيها كل موظف مقدار عمله وجهده والأجر الذي يتلقاه بالمقابل، مما يولد حالة من الرضا الوظيفي المصحوبة بالشعور بالإنصاف والتأكد من نبذ المحاباة والتمييز بين الموظفين.

عندما يكون الموظفون على دراية كاملة بكيفية تحديد رواتبهم، وما هي العوامل التي تؤثر على تعويضاتهم، وكيف يمكنهم زيادتها وتحسين أجورهم؛ فبالتأكيد سيثقون بصاحب العمل.  

  • الحزم الإجمالية للموظف

تشمل حزم التعويضات الإجمالية، التي تعرف أيضاً بحزم المكافآت الشاملة، الأجور الأساسية والمزايا الوظيفية مثل التأمين الصحي، وخطط التقاعد، والمكافآت. تلعب هذه الحزم دوراً محورياً في تحقيق العدالة في الأجر من خلال تقديم رؤية شاملة لقيمة التعويضات التي يحصل عليها الموظف.

 إذ لا يقتصر الأمر على الراتب فقط، بل يمتد ليشمل مزايا إضافية تدعم رفاهية الموظف وأمانه المالي. عندما تكون هذه الحزم مصممة بشكل شفاف وتتماشى مع احتياجات الموظفين وتوقعاتهم، فإنها تسهم في تعزيز شعورهم بالإنصاف والتقدير داخل بيئة العمل.

  • المستوى التعليمي

من المنصف أن يُنظر للخلفية التعليمية للموظف عند تحديد الأجور، فالموظفون الذين يحملون شهاداتٍ عليا مثل الماجستير والدكتوراة، حصلوا على تعليم أكثر لساعاتٍ أطول، مما يعني أن خبرتهم الأكاديمية تستحق أجراً أعلى. من المهم وجود هيكلٍ تعليمي ثابت في المؤسسات فذلك يُشعر الجميع بالإنصاف والعدالة.

  • الخبرة والمهارة

كلما طالت فترة قيام الموظف بعمل ما، أصبح أكثر إنتاجية. ونتيجة لذلك فإن الموظفين ذوي الخبرة عادة ما يكسبون أكثر من المبتدئين. كما أن أصحاب المهارات المطلوبة قد يكسبون المزيد أيضاً، إذ يعتمد ذلك على تطور القطاعات الوظيفية وما يحتاجه سوق العمل. 

  • موقع العمل الجغرافي

ليس من العدل أن يتساوى أجر من يعمل في المدينة دون وقت يذكر في التنقل من وإلى موقع عمله، وبين من يعمل في المناطق البعيدة كالريف، أو التي يتعين عليه التواجد بها لعدد من الأيام لصعوبة الانتقال منها وإليها. يجب أن يكون هناك أجر يعوض كل ذلك الوقت والمجهود الإضافي الذي يضاف إلى مجهود أداء العمل.

  • طبيعة العمل

هناك بعض الأعمال والصناعات التي تعتبر ذات طبيعة خطرة، أو تنطوي على مخاطر شديدة. ليس من العدل أن تتساوى أجور العمل فيها، بأجور العمل في الأعمال والصناعات الطبيعية الآمنة. يجب أن يكون هناك فرق في الأجور والميزات والتعويضات لمن يعملون في الصناعات ذات الطبيعة الخطرة.

اقرأ أيضاً: كيفية إدارة الرواتب والأجور في المملكة العربية السعودية

كيفية التعامل مع الأجر غير العادل

يتعرض العديد من الموظفين إلى تلقي أجورٍ غير عادلة، ويقعون حينها في حيرة حول الطريقة الأسلم للتعامل مع الوضع، ويمكننا اقتراح الاستراتيجية الآتية: 

  • مراجعة وصف الوظيفة وهيكل الرواتب: تحقق مما إذا كانت مسؤوليات وظيفتك تتطابق مع الأجر الذي تتلقاه. قد يكون هناك تفاوت بسبب عوامل مثل الموقع الجغرافي أو الخبرة أو التعليم.
  • محادثة صاحب العمل: ابدأ بالتحدث مع مديرك أو قسم الموارد البشرية، وكُن صادقاً بوصف مخاوفك وقلقك حول الأجر الذي تتلقاه، والأسباب التي تدفعك للشعور بالظلم. قد يساعد النقاش الودي في توضيح الوضع أو الوصول إلى تسوية.
  • البحث عن بيانات السوق: استخدم مصادر موثوقة لمعرفة متوسط الأجر في السوق لوظيفتك بناءً على الموقع والخبرة، وقارنها بأجرك.
  • التواصل مع زملاء العمل: تحدث مع زملائك ممن لديهم نفس المسؤوليات لتقييم ما إذا كان هناك فرق في الأجور.
  • الاستشارة القانونية: إذا لم تصل إلى حل، فكر في استشارة محامٍ متخصص في قانون العمل. يمكن للمحامي مساعدتك في تقديم شكوى قانونية، أو متابعة استرداد الأجور المستحقة، أو تقديم نصيحة خاصة تتلاءم مع وضعك الحالي.

اقرأ أيضاً: متوسط الرواتب في دول الخليج

حساب الأجور بدقة

من المشكلات الأساسية التي تواجه الموظفين إهدار عدد من ساعات عملهم، أو الأوقات الإضافية التي لا يتم احتسابها. وهنا يأتي دور الحساب الدقيق لساعات العمل، والاستفادة من التكنولوجيا وتطبيقات حساب ساعات العمل مثل تطبيق جِبل.

 يقوم جِبل بتوفير برنامج الوقت والحضور، وتتبع ساعات العمل وتتبع وقت العمل الإضافي. بالإضافة إلى تتبع الموقع الجغرافي للموظف أثناء ساعات عمله، وإنشاء التقارير التفصيلية التي تحدد نمط عمل الموظفين. كما يمكن ربطه ببرنامج الرواتب والحسابات لإنهاء عملية حساب الأجور بسهولة، إذ يوفر جِبل ميزة التكامل مع البرامج الرائدة الأخرى.

خاتمة

دفعُ رواتب موظفيك بشكل عادل ليس مجرد مطلب قانوني، بل هو التزام أخلاقي على أي صاحب عمل. يمكن التأكد من عدالة توزيع الأجور من خلال تخصيص الوقت لتقييم هيكل التعويضات الخاص بالمؤسسة، بما في ذلك عوامل مثل الخبرة، والتعليم، ومعايير الصناعة. 

تذكر أن الأجر العادل لا يتعلق فقط بالأرقام في الراتب، بل يتعلق أيضاً بتقديم المزايا، وفرص النمو، والتطور، وخلق بيئة عمل إيجابية، فمن خلال الاستثمار في تحقيق رفاهية موظفيك، لن تجتذب أفضل المواهب وتحتفظ بها فحسب، بل ستبني سمعة طيبة كشركة تقدر موظفيها وتحترمهم.