تطورت الأدوات التي تعتمد على تقنية التعرف على الوجه وخاصة بعد دعمها بالذكاء الاصطناعي خلال السنوات القليلة الماضية. وتستخدم هذه التقنية في الكثير من الصناعات والجهات بدءًا من المطارات ومحطات القطارات، ووصولًا إلى مراكز التسوق، والشركات والمصانع.
وتستخدم تقنية التعرف على الوجه في تحديد هوية الأفراد من خلال مقارنة الوجه مع قاعدة البيانات الوجوه، وهو الأمر الذي أثر إيجابيًّا في تحسين مستويات الأمان، والدقة. ولكن هناك العديد من التساؤلات عن الآثار السلبية المحتملة لهذه التقنية.
في هذا المقال
- كيف تعمل تقنية التعرف على الوجه؟
- لماذا تستخدم المنشآت تقنية التعرف على الوجه؟
- معالجة بيانات التعرف على الوجه وموافقة الموظف
- الشكوك والمخاوف المتعلقة بالتعرف على الوجه
- نصائح أساسية لتنفيذ تقنية التعرف على الوجه
كيف تعمل تقنية التعرف على الوجه؟
تعمل تقنية التعرف على الوجه من خلال خوارزميات تلتقط وتحلل وتقارن تفاصيل الوجه من خلال كشف وتحديد الوجوه البشرية، ثم تحويل هذه البيانات إلى بيانات رقمية وتخزينها. ومن ثم التحقق من الصورة التي يتم التقاطها في وقت لاحق ومطابقتها مع بيانات الوجوه المخزنة في قاعدة البيانات.
اقرأ أيضًا: ما هو تتبع الوقت المدعم بالذكاء الاصطناعي؟
لماذا تستخدم المنشآت تقنية التعرف على الوجه؟
ازداد في السنوات الأخيرة استخدام المنشآت لتقنية التعرف على الوجه، وذلك لتسهيل الكثير من المهام وزيادة دقتها وموثوقيتها، مثل:
-
تتبع الوقت والحضور
لطالما كانت أنظمة تتبع الحضور التقليدية وسجلات الحضور والانصراف عرضةً للتلاعب بها، وخاصة في أماكن العمل ذات الكثافات العمالية العالية. لذلك تم الاعتماد على التقنيات المتقدمة المعتمدة على تقنية التعرف على الوجه لتسجيل الوقت والحضور. ومن أكثر المجالات استخدامًا لهذه التقنية اليوم هي مجالات التصنيع، والمقاولات، حيث يصعب مراقبة عمليات تسجيل الوقت والحضور بدقة في هذه المجالات لعدة أسباب أهمها أنها صناعات كثيفة العمالة، وقد يتوزع العاملون والموظفون على عدة مواقع مما يصعِّب عملية المراقبة وضمان نزاهة تسجيل الوقت والحضور.
اقرأ أيضًا: كيف تدير عمال البناء؟
-
مراقبة النشاط والإنتاجية
تزايد الاعتماد على أنظمة العمل المرن والعمل من المنزل خلال السنوات الأخيرة. مما اضطر أصحاب الأعمال إلى البحث عن الأنظمة التي تراقب الإنتاجية، والمدعومة بتقنية التعرف على الوجه، وتقنية تحديد الموقع الجغرافي. وذلك لضمان إنتاجية العاملين عن بُعد، كما أن الكثير من هذه الأنظمة يمكنها التقاط صور الشاشة، لزيادة الشفافية والتأكد من إنتاجية العاملين.
اقرأ أيضًا: كيف تدير العاملين عن بعد؟
-
الامتثال لقوانين العمل
يساهم تطبيق تقنية التعرف على الوجه في تقييد الوصول إلى المناطق الحساسة داخل المنشأة، والتحقق من هوية الموظفين والعمال أثناء تسجيل الحضور والانصراف من موقع العمل. وذلك يساهم بشكل كبير في الالتزام بالإجراءات الأمنية وسلامة سجلات العمل، وضمان دقة تسجيل أوقات العمل، وهما الأمران اللذان تهتم بهما وزارات العمل، والجهات الحكومية ذات الصلة، كما تنص عليهما قوانين العمل، واللوائح المنظمة.
معالجة بيانات التعرف على الوجه وموافقة الموظف
يتطلب استخدام تقنية التعرف على الوجه معالجةً للبيانات، ومقارنة الصور الملتقطة بقاعدة البيانات. ولم تصدر الكثير من القوانين التي تحدد قواعد لعملية معالجة البيانات، خاصةً وأن التقنية سريعة التطور، كما تحتاج التشريعات إلى الكثير من الوقت لترى النور.
لذا فإن عملية معالجة البيانات وحذف بيانات القياسات الحيوية المستخدمة لتحديد هوية الأشخاص، هي عملية في غاية الأهمية، لأن تلك البيانات الشخصية هي بيانات حساسة. لذا يجب على أصحاب الأعمال التأكد من أنهم في الجانب الصحيح قانونيًّا، ويجب عليهم أيضًا وضع سياسات تحافظ على سرية البيانات وخصوصيتها.
قد تختلف أحكام القوانين باختلاف الدول، أو الصناعات التي تستخدم تقنية التعرف على الوجه. وهناك العديد من الاشتراطات التي يجب توافرها قبل البدء باستخدام تقنية التعرف على الوجه، أهمها الموافقة الصريحة من الموظف أو العامل. والمصلحة العامة التي تتطلب استخدام هذه التقنية.
اقرأ أيضًا: ما هو الحضور باستخدام التعرف على الوجه؟
الشكوك والمخاوف المتعلقة بالتعرف على الوجه
هناك العديد من الشكوك والمخاوف المتعلقة بتقنيات المراقبة والتتبع بمختلف أشكالها وأساليبها، وبالطبع يعد التعرف على الوجه واحدًا منهم. وفيما يلي أهم تلك المخاوف والشكوك:
-
الخصوصية
من أكثر الأسباب الشائعة للخوف والقلق من تقنية التعرف على الوجه، هي الخصوصية، ومن الشائع في الكثير من المنشآت والشركات حول العالم أن يتضمن عقد العمل وسياسات تقنية المعلومات الخاصة بهم بندًا يسمح لصاحب العمل بمراقبة الموظفين والعاملين أثناء ساعات العمل. ولكن يجب أن يدرك أصحاب الأعمال أن ذلك لا يعطيهم صلاحية مطلقة على مراقبة أنشطة الموظفين والعاملين.
اقرأ أيضًا: مزايا وعيوب مراقبة الموظفين
-
العلاقة بين الموظفين وأصحاب الأعمال
لا يحب الموظفون تقنيات المراقبة والتتبع بطبيعة الحال، وكلما زاد تدخل هذه التقنيات، زاد رفض الموظفين لها.
لذا فاستخدام تقنية التعرف على الوجه، أو أساليب المراقبة المفرطة في التفاصيل دون استشارة الموظفين قد تكون سببًا رئيسيًّا في انهيار الثقة بين الموظف وصاحب العمل، مما يؤثر بشكل مباشر في إنتاجية الموظف ورضاه الوظيفي.
يجب على أصحاب الأعمال ترسيخ الثقة والاحترام الضمني للعاملين والموظفين في منشآتهم، فالاستخدام المفرط لأدوات المراقبة والتتبع قد يؤدي إلى مخاطر وانتهاك لحقوق العاملين، والاستقالات المسببة، ومطالب بالفصل التعسفي أكثر من الانضباط والالتزام الذي يتوقع صاحب العمل أنه سيحصد ثماره.
تعرف على تطبيق الحضور بتقنية التعرف على الوجه باستخدام الذكاء الاصطناعي
نصائح أساسية لتنفيذ تقنية التعرف على الوجه
كما يجب إخبار الموظفين بوضوح بالأسباب والمشكلات التي تواجهها المنشأة، وأن تطبيق تقنية التعرف على الوجه هو الحل المناسب لهذه المشكلات، ويجب الحصول على موافقتهم الكتابية.
بالإضافة إلى البحث بين موردي الطرف الثالث المزودين لتقنية التعرف على الوجه، ومدى اهتمامهم بأمن البيانات وخصوصيتها.
كذلك يجب الاهتمام بحماية البيانات، وأخذ ما يلي في الاعتبار:
- تقييم إجراءات حماية البيانات.
- تحديث سياسات الخصوصية.
- تحديد فترة الاحتفاظ بالبيانات.
- الحصول على موافقات الموظفين.
- استشارة محامٍ في دولتك.
الختام
تُعد تقنية التعرف على الوجه واحدة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وقد أصبحت خوارزميات التعرف على الوجه – بفضل التعلم الآلي للأنظمة الذكية – أكثر دقة وسرعة. ومن أكثر الاستخدامات شيوعًا لتقنية التعرف على الوجه هو تسجيل الحضور والانصراف في المنشآت والشركات في جميع الصناعات. من خلال التعرف على الوجه يمكن تسجيل الحضور دون استخدام بصمات الأصابع، أو استخدام الطرق الورقية التقليدية. كما يضمن التعرف على الوجه دقة البيانات وعدم التلاعب بها، وهو الأمر الذي يضمن دفع الأجر العادل للموظف، ويضمن لصاحب المنشأة دقة عمليات تتبع الوقت والحضور مما يزيد من إنتاجية المنشأة ويحسن تخصيص الموارد.