الالتزام بالمواعيد واحترام الوقت في الإسلام

2025

Written by Hebaal Jundi
بقلم Hebaal Jundi،

نظرة عامة

يُعد الالتزام بالمواعيد واحترام الوقت في الإسلام من أهم الفضائل في شخصية الفرد، ولذلك جعله الإسلام قيمة أساسية في حياة المسلم، بل ومسؤوليةً وأمانةً ينبغي استغلالها فيما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع.

يعكس ذلك التزام المسلم بتعاليم دينه، التي أكدت الشريعة الإسلامية عليها من خلال الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، وسنستعرض في الفقرات التالية مكانة الوقت في الإسلام، وأثر الالتزام بالمواعيد واحترام الوقت في تحسين الشخصية الإسلامية.

في هذا المقال:

image by shutterstock

الوقت في الإسلام

يولي الإسلام الوقت أهمية كبيرة، فهو عمر الإنسان الذي ينقضي يوماً بيوم، والذي سيُحاسب على ساعاته ودقائقه، بل وثوانيه. والعاقل من أدرك ذلك واستغل وقته في الطاعات والعبادات، وابتعد عن النواهي والمعاصي.

يقول الإمام ابن القيم في تعريفه لمفهوم الوقت: “وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، فمن كان وقته لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته، فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة، فموت هذا خير من حياته”.

ومن صور تقدير نعمة الوقت في الإسلام وحسن استثمارها، أن ينظم المسلم وقته بين الواجبات الدنيوية والدينية باتزان، وأن يحترم وقت الآخرين ووقته، وأن يلتزم بالمواعيد التي يعقدها مع الغير، وقد أكد الدين الإسلامي على أهمية الوقت في حياة المسلم، وحثه على استغلاله فيما فيه نفعه وصلاحه.

قال الله تعالى: “وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ” – سورة إبراهيم:33

تبين الآية الكريمة أن الوقت نعمة من نعم الله الكثيرة التي منّ بها على عباده، فالليل والنهار وتعاقبهما عبارة عن الزمن والوقت الذي تدور كل أفعال الفرد وأقواله خلالهما.

التوجيه النبوي في الالتزام بالمواعيد في الإسلام

يمثل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم نموذجاً متكاملاً للاقتداء به في كافة جوانب حياة المسلمين، ومنها الالتزام بالمواعيد واحترام الوقت. وفيما يلي نسلط الضوء على عدد من التوجيهات التي تتضمنتها السنة النبوية الشريفة:

1. الوقت مسؤولية يحاسب عليها الإنسان

وقت المسلم أمانة في عنقه، وسيحاسب عليه يوم القيامة، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا تَزولُ قدمَا ابنِ آدمَ يومَ القيامةِ حتى يسُئألَ عن خمسٍ: عن عمرِهِ فيمَ أفناهُ، وعن شبابِهِ فيمَ أبلاهُ، وعن مالِهِ من أين اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ، وماذا عَمِلَ فيما عَلِمَ” – حديث حسن.

ومحاسبة الله لعباده على وقتهم تتضمن كل جزءٍ وثانية من ذلك الوقت، بما فيها الالتزام بالمواعيد والوفاء بها، إذ يؤكد الحديث الشريف على احترام الوقت بوصفه معياراً أساسياً لحسن إدارة حياة المسلم.

2. ضرورة الإعداد المسبق للوقت

وجه النبي الفرد إلى ضرورة استغلال الوقت واستثماره على النحو السليم، ويكون ذلك بالإعداد المسبق ووضع استراتيجية شاملة للحياة.

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا يَتَمَنَّى أحَدُكُمُ المَوْتَ، ولا يَدْعُ به مِن قَبْلِ أنْ يَأْتِيَهُ، إنَّه إذا ماتَ أحَدُكُمُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ، وإنَّه لا يَزِيدُ المُؤْمِنَ عُمْرُهُ إلَّا خَيْرًا” – صحيح مسلم. يبين الحديث أن الرسول قد نهى عن تمني الموت لأنه انقطاع للعمل.

وبكلمة العمل فهو يعني العمل الصالح ولا شك، من فعل الخير، وأداء الطاعات والعبادات، والتخلق بالأخلاق الحسنة ومنها احترام الوقت والالتزام بالمواعيد. 

3. احترام الوقت والمواعيد دلالة على عدم النفاق

ورد في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: “أَرْبَعُ خِلالٍ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنافِقًا خالِصًا: مَن إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا عاهَدَ غَدَرَ ، وإذا خاصَمَ فَجَرَ ، ومَن كانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفاقِ حتَّى يَدَعَها” – صحيح بخاري.

قال الإمام السخاوي في تفسيره لهذا الحديث: “إنه محمول على مَن وعد وهو على عزم الخلف أو ترك الوفاء من غير عذر، فأما مَن عزم على الوفاء ومَن له عذر منعه من الوفاء لم يكن منافقاً وإن جرى عليه ما هو صورة النفاق، ولكن يحترز من صورة النفاق كما يحترز من حقيقته”.

يعني ذلك أن الالتزام بالمواعيد يدفع عن الفرد صفة النفاق، أما الذي يتفق مع الآخرين على موعدٍ محدد ويخلفه دون عذرٍ أو اعتذار ففيه من صفات المنافقين نقض الوعد، وخلف العهد.

احترام الوقت في حياة الأنبياء والصحابة والسلف

أكد الدين الإسلامي على أهمية الوقت في حياة المسلم، وحثه على استغلاله فيما فيه نفعه وصلاحه.

قال الله تعالى: “وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ” – سورة إبراهيم:33

تبين الآية الكريمة أن الوقت نعمة من نعم الله الكثيرة التي منّ بها على عباده، فالليل والنهار وتعاقبهما عبارة عن الزمن والوقت الذي تدور كل أفعال الفرد وأقواله خلالهما.

وكما تناولنا في الفقرة السابقة التوجيه النبوي في الالتزام بالمواعيد، فإننا نتناول هنا بعضاً من الإضاءات في قصص الأنبياء من جهة، وكذلك الصحابة والسلف الصالح من جهة أخرى، إذ أنهم ساروا على درب النبي المصطفى في احترام الوقت وادراك أهميته:

1. يوسف عليه السلام وحسن إدارة الوقت 

يُظهر المسلم الفطن تقديره لنعمة الوقت من خلال حسن إدارته لساعات يومه، بل ويمتد ذلك لإدارة الوقت على المدى البعيد، فيضع خطة في بداية العام تتضمن كافة الأهداف التي ينبغي له تحقيها.

بالإضافة إلى خطة يومية بسيطة تتضمن مثلاً ساعات النوم، والرياضة، والراحة، والعمل وغيرها، بحيث يساعد هذا النهج على احترام الوقت، وبالتالي الالتزام بالمواعيد طالما ثم جدولتها بشكلٍ مسبق.

من الأمثلة الجديرة بالاهتمام في ذلك السياق ما تضمنته قصة سيدنا يوسف عليه السلام حين وُلي وزيراً على خزائن مصر، وكان يعلم أن هناك سبعة سنوات عجاف سيعصفن بمصر، فماذا فعل؟.

سارع يوسف عليه السلام في وضع خطة محكمة تتضمن إدارة الموارد من القمح، وتخزينه وتنظيم استهلاكه خلال السنوات السبع القادمة، ولولا ذلك لعصفت المجاعة بالناس وقضى بعضهم على بعض.

قال الله تعالى: “قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ” – سورة يوسف: 47

  2. محمد بن سيرين وابن عبد ربه القصاب والالتزام بالموعد

واعد ابن عبد ربه القصاب محمد بن سيرين، فقال: “واعدت محمد بن سيرين أن أشتري له أضاحي فنسيت موعده لشغل ثم ذكرت بعدُ، فأتيته قريباً من نصف النهار، وإذا محمد ينتظرني، فسلمت عليه فرفع رأسه فقال: أما أنه قد يقبل أهون ذنب منك.

فقلت: شُغِلتُ، وعنفني أصحابي في المجيء إليك وقالوا: قد ذهب ولم يقعد إلى الساعة، فقال: لو لم تجئ حتى تغرب الشمس ما قمت من مقعدي هذا إلا للصلاة أو الحاجة لا بد منها”. يدل ذلك على  حرص العلامة ابن سيرين الشديد على الالتزام بالموعد واحترام الوقت، حتى مع تأخر ابن عبد ربه عن الحضور.

3. أئمة الحديث وتقسيم الوقت

ضرب السلف الصالح أبرز الأمثلة على الحرص على احترام الوقت وتقدير دقائقه، حتى أنهم قسموا ليلهم إلى ثلاثة أجزاء متوازنة، أما الجزء الأول فكان مخصصاً للتأليف والتصنيف في علوم الحديث، والثاني لتلاوة القرآن والتدبر في معانيه، وجزء يأخذون فيه قسطاً من الراحة والنوم. 

من بين العلماء الذين اشتهروا بهذا النهج في حياتهم: الإمام الشافعي، والإمام محمد بن محمد الحجاج، والإمام القاسم بن سلام، والإمام عمرو بن دينار، والحافظ أبو النضر الطوسي، رحمهم الله جميعاً.

اقرأ أيضاً: وقت العمل في الإسلام

أثر احترام الوقت على نجاح المسلم

إن من حسن أخلاق المسلم الالتزام بالمواعيد واحترام الوقت، فبالإضافة إلى أنها واحدةٌ من سمات وفضائل المسلم الملتزم، فإنها مؤشر أكيد لنجاحه في الحياة، وفيما يلي نبين أثر الالتزام بالمواعيد واحترام الوقت في حياة المسلم:

  • حفظ الوقت والمال والجهد

يُعد الالتزام بالمواعيد واحترام الوقت صفة من صفات الأنبياء، وخلقاً حميداً من أخلاق العلماء والصالحين، وذلك لأن هؤلاء يدركون أهمية الوقت، ويترجمون ذلك في حفظ أوقاتهم وأوقات الآخرين من الضياع.

تخيل كمية الدقائق والساعات الضائعة إذا تخلف الطبيب عن مواعيده مع المرضى، أو تخلف الأستاذ عن القدوم لمحاضراته ودروسه، أو لم يلتزم سائق الحافلة بالموعد المحدد لإنطلاق الحافلة يومياً، إن عدم احترام هؤلاء للوقت سيكون ذو عواقب وخيمة، أبرزها إضاعة الجهد والمال للعشرات.

أما إذا حفظ كل فرد في المجتمع وقته فستُقضى المصالح، وتعم الفائدة على الجميع، وتدور عجلة الإنتاج على النحو المطلوب دون تسويف أو مماطلة.

  • تهذيب الشخصية المسلمة

أكد الدين الإسلامي على أهمية الالتزام بالمواعيد واحترام الوقت في الكثير من العبادات، حيث ارتبطت بعض الفرائض بتوقيتٍ محدد لا ينبغي للمسلم أن يؤديها في غير ذلك التوقيت.

فعلى سبيل المثال فُرض الصيام في شهر رمضان، لا في رجب أو محرم أو ذو القعدة مثلاً، وعلى المسلم احترام الوقت والإمساك عن الطعام من آذان الفجر وحتى آذان المغرب، لا على العصر أو بعد العشاء.

والصلاة مثالٌ آخر على تهذيب الشخصية المسلمة وحثها على الطاعات من خلال الالتزام بالمواعيد، إذ إن هناك وقتاً محدداً للصلوات الخمس المفروضة، وعلى المسلم أن يستجيب لنداء المؤذن ويلبي موعده مع الله.

قال الله تعالى: “إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا” – سورة النساء:103

وكذلك بالنسبة للحج إذ جعله الله ركناً من الأركان الخمس المفروضة على القادر في توقيت محدد، وهو الثامن من شهر ذي الحجة، ويتعلم خلالها المسلم مناسك الحج ويتفقه في أمور دينه، فيلتزم بالطواف في وقتٍ محدد، والسعي بين الصفا والمروة في يوم محدد، وكذلك رمي الجمرات وغيرها.

قال الله تعالى: “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ” – سورة البقرة:197

إن احترام المسلم للوقت والتزامه بالمواعيد في الأمور الدينية سيمكنه من أداء العبادات والطاعات على النحو السليم أولاً، ومن ثم تطبيق ذلك المبدأ في كافة شؤون حياته الأخرى.

وبذلك ترتقي الشخصية المسلمة وتتهذب على احترام أوقات الغير ومراعاتها، لتصبح تلك قاعدةً ذهبيةً في خلق نمطٍ زماني يحكم حياة المسلم وينظمها.

  • تعزيز الثقة والمصداقية بين الناس

عندما يحترم المسلم الوقت ويلتزم بمواعيده فإنه يساعد الآخرين على الإطمئنان إليه، بل ويربي فيهم الثقة به بسبب التزامه بالعهود، فهم يعلمون بأنه سيكون متواجداً في موعده المحدد كما قال.

يعزز ذلك التصرف خُلق الصدق في الشخصية الإسلامية، ويؤكد على امتثالها لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ويظهر أثرها على المجتمع بأسره، حتى يصبح احترام الوقت والالتزام بالمواعيد ثقافةً عامةً لدى الجميع.

أما الفرد الذي يضرب مواعيداً مع الآخرين ولا يحترمها فإنه مثالٌ واضح للمنافقين الذين حذر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم منهم في الحديث: “آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ” – البخاري

أحكام في الالتزام بالمواعيد واحترام الوقت في الإسلام

ترد العديد من التساؤلات بين الحين والآخر لدى المسلم، يكون فيها في حيرة من أمره بالنسبة للمشروعية والتحريم لبعض الأفعال المرتبطة بالالتزام بالمواعيد واحترام الوقت، وفيما يلي نأخذ بعض الحالات الهامة من ذلك:

#1 حكم نسيان المواعيد

قد ينسى البعض موعده مع الآخرين، ويؤكد أن ذلك عن دون قصد أو سوء نية، إنما ينسى تبعاً لكثرة المشاغل اليومية، أو بسبب حالة طبية صحية، وحكم ذلك كما ورد في موقع الإسلام سؤال وجواب بأنه لا شيء على الإنسان ما دام قد نسي عن غير عمد أو قصد.

وقد يكون سبب النسيان هو كثرة المعاصي للفرد، أو الذنوب التي تشغل القلب والعقل فتعمي البصيرة، ومن الواجب حفظ المواعيد مع الآخرين لأنها علامة من علامات الإيمان، وصفة من صفات المؤمنين.

ومن الجيد أن يسعى الإنسان لتجنب حدوث ذلك من جديد، فيتبع الطرق التي تحول دون النسيان، مثل استخدام ساعة المنبه، أو برامج تتبع الوقت، أو ضبط الجوال.

#2 حكم الاختيار بين موعد مع الطبيب والاعتكاف

يحدث أحياناً أن يصعب على الإنسان اتخاذ قرار سليم والاختيار بين موعد طبي هام مع الطبيب أو الاعتكاف في المسجد في أوقات العشر الأواخر من رمضان.

يجب على المسلم أن يقدر أهمية الموعدين على الرغم من أن أحدهما دنيوي والآخر ديني، والإسلام وازن بين الاثنين، فالاعتكاف سنة محببة، ولكن الموعد مع الطبيب مهم لصحة الإنسان، ولهذا أفتى الشيخ ابن عثيمين بالالتزام بالموعد مع الطبيب ومن ثم العودة للمسجد إن أمكن.

#3 حكم الالتزام بوقت العمل مع قلة المهمات والواجبات

لا يلتزم بعض الموظفين بوقت العمل الرسمي بحجة عدم وجود عمل أو مهام مترتبة عليهم، بل إن وقت الفراغ الطويل يدفعهم لاستخدام أدوات الشركة بغير العمل.

وحكم هذا حرام كما ورد في موقع فتاوى إسلام ويب، إذ إن العامل أجير خاص في مكان عمله، ووقته ملك للجهة التي التزم بالعمل معها، فلا يجوز الحضور أو الانصراف إلا بإذن من الشخص المسؤول والإدارة المعنية.

اقرأ ايضاً: حكم الغش في العمل في الإسلام

خاتمة

يُعد الالتزام بالمواعيد واحترام الوقت في الإسلام من القيم الأساسية التي تعكس الانضباط والمسؤولية. 

فقد أكد القرآن الكريم والسنة النبوية على أهمية الوفاء بالعهود، وحسن استثمار الوقت، واعتباره نعمة يجب استغلالها فيما ينفع، إذ يرسخ المسلم قيم الأمانة والاحترام وتقدير الآخرين من خلال الالتزام بالمواعيد في العبادات والأعمال والعلاقات الاجتماعية.

كما يسهم تطبيق هذه المبادئ في بناء شخصية إسلامية قوية، وتعزيز الثقة بين الأفراد، والمساهمة في مجتمع أكثر انضباطاً وإنتاجية، مما يؤدي في النهاية إلى فلاح الفرد في الدنيا وفي الآخرة.