كيفية إدارة المستشفى بشكل فعال؟

Written by عاصم قريشي
بقلم عاصم قريشي، الرئيس التنفيذي لشركة جِبل

نظرة عامة

يمكن أن تكون إدارة المستشفى مهمة معقدة ومليئة بالتحديات وتتطلب قدرًا كبيرًا من التخطيط والتنظيم والتنسيق. مع التطور المستمر في مجال الرعاية الصحية، يجب على مديري المستشفيات والمتخصصين في الرعاية الصحية أن يظلوا على اطلاع بأحدث الاتجاهات وأفضل الممارسات من أجل توفير رعاية عالية الجودة للمرضى وتحسين أداء منشأتهم.

في هذه المقالة، سنستكشف بعض نصائح الخبراء حول كيفية إدارة المستشفى بشكل فعال، بما في ذلك نصائح حول التواصل والتخطيط الاستراتيجي وإشراك المرضى والمزيد. سواء كنت مسؤول رعاية صحية، أو قائدًا سريريًا، أو عاملًا في الخطوط الأمامية، يمكن أن تساعدك هذه الرؤى على تحسين جودة الرعاية التي تقدمها وتحسين نتائج المرضى.

في هذا المقال

النصيحة رقم ١: درب موظفيك

في مجال الرعاية الصحية، تدريب الموظفين ليس أمرا اختياريا، حيث أن كفاءة العمل ونسب الشفاء ترتبط بما يتوصل له العلم والتكنولوجيا. ويتطلب ذلك التدريب الدوري والمستمر لكل أطقم العمل في المستشفيات.

وهناك العديد من الخيارات المتبعة في تدريب الأطقم الطبية، منها:

  • تدريب الموظفين الجدد على أسلوب وأنظمة العمل في المستشفى، حيث يخضع المتدرب لعدة محاضرات تدريبية مكثفة ليتعلم كيفية التعامل مع الأنظمة والبرامج التي تعتمدها المستشفى في العمل.
  • دورات تعليمية وتدريبية للطاقم الطبي داخل المستشفى عن طريق التعاقد مع الخبراء للحضور وتدريب الطاقم المستهدف على النظام الجديد أو التقنية الجديدة، وهكذا.

النصيحة رقم ٢: اعتمد على التكنولوجيا الحديثة

يجب عليك الاهتمام بشكل أكبر بالأنظمة والبرامج الخاصة بإدارة المستشفيات، ومنها:

  • أنظمة سجلات الرعاية الصحية الإلكترونية

تساعدك أنظمة سجلات الرعاية الصحية الإلكترونية في تقديم خدمة صحية أفضل، وتشمل العديد من المزايا، منها، تحويل كل بيانات المرضى إلى نسخ رقمية مؤمنة، ويستطيع الطاقم الصحي في كل الإدارات الوصول للبيانات، مما يوفر الكثير من الموارد.

  • التصوير الرقمي (DICOM)

وهو نظام سحابي يقوم بتخزين نسخ رقمية من التصوير الشعاعي، والتصوير بالموجات فوق الصوتية، والتصوير المقطعي، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والعلاج الإشعاعي. مما يوفر للطبيب نظرة مفصلة للتاريخ المرضي للشخص المريض. ويوفر كذلك الكثير من الموارد والوقت للمستشفى والمريض.

  •  أنظمة تسجيل الوقت والدوام

بما أن المنشئات الطبية تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، فأنت بحاجة إلى نظام يساعدك في تنظيم العمل في إدارة المستشفى، فهذه الأنظمة توفر لإدارة المستشفى والمنشئات الصحية العديد من الميزات الهامة ومن أفضل هذه الأنظمة هو تطبيق جِبل لتسجيل الوقت والحضور. فالبرنامج يعمل على الهواتف والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر. باستخدام جِبل، يمكنك تسجيل حضور الموظفين عن طريق الأجهزة اللوحية المشتركة، بالإضافة إلى إمكانية تسجيل الدخول بتقنية التعرف على الوجه وتحديد الموقع الجغرافي. تسجيل وتحديد عدد ساعات العمل الإضافية، مما يسمح لك في أي وقت بمعرفة من يعمل في المستشفى الآن.

كما يمكن تحديد السياج الجغرافي للفرق الطبية الميدانية وفرق الإسعاف، وسيقوم تطبيق جِبل بإرسال الإشعارات عند خروجهم من الموقع الجغرافي المحدد لهم خلال ساعات العمل.

ويمكن كذلك تسجيل وتتبع أوقات الراحة، وأيام الراحة الأسبوعية، وإنشاء جداول للإجازات المدفوعة لضمان سير العمل.

كما يوفر لك جِبل تقارير تسمح لك بالتعرف على نمط عمل الموظفين بشكل فردي، كما تستطيع تصدير سجلات ساعات العمل المدفوعة إلى برنامجك للرواتب والحسابات مما يختصر العمل على الرواتب وجعلها عملية بسيطة وسلسة وفي منتهى الدقة. كما أن قائمة التكاملات الطويلة لجِبل ستوفر عليك الانتقال بين البرامج والأدوات.

  • نظام المعلومات الصحية (HIS)

هو أحد الأنظمة المتكاملة، والتي توفر العديد من الميزات، منها:

  1. توثيق الفحوصات.
  2. خدمة تسجيل المرضى.
  3. إدارة وجدولة المواعيد.
  4. إدارة الأقسام والمستخدمين.

النصيحة رقم ٣: تحسين المعدات والإدارات في المستشفى

يجب عليك التأكد أن المعدات، والتي تشمل الأثاث واللوازم الطبية، والأجهزة الطبية والتكنولوجيا كافية وفي حالة جيدة، حتى تضمن أن موظفيك يقومون بعملهم على أكمل وجه. وجود نقص أو عطل في أحد الأجهزة أو المعدات سيقلل من كفاءة العمل بشكل عام، وسيهدر الكثير من وقت الموظفين والأطباء والفنيين في المستشفى.

المستشفيات من المنشآت ذات التكلفة التشغيلية المرتفعة، وهناك العديد من العوامل الهامة لتحسين إدارة الموارد المالية في المستشفى. علي سبيل المثال لا الحصر، التفاوض مع الموردين على أسعار أفضل، وتقليل الهدر في كل أقسام المستشفى، وإعداد نظام كفئ للفوترة، زيادة طرق الدفع والشمول المالي، وغيرها من العوامل التي من شأنها تقليل التكاليف وزيادة الإيرادات.

النصيحة رقم ٤: تتبع مؤشرات الأداء الصحي

مؤشرات الأداء هامة لجميع مجالات الأعمال، ولنجاح إدارتك للمستشفى يجب الاهتمام بمؤشرات الأداء، وهنا بعض أهم المؤشرات التي يجب عليك متابعتها بشكل مستمر:

  • متوسط وقت إقامة المرضى في جميع أقسام المستشفى.
  • معدل استخدام المعدات الطبية في المستشفى.
  • متوسط وقت انتظار المريض قبل العرض على الطبيب.

يعد إرضاء المرضى واحد من أهم أسباب نجاح المستشفى وإدارتها، حيث أن ذلك يعني أن النتائج الصحية ممتازة، مما يساهم في جذب المزيد من المرضى، وينعكس على إيرادات المستشفى. وهناك العديد من العوامل المهمة التي يجب عليك التأكد من تحققها، ومنها، توفير احتياجات المرضى، وتزويدهم بمعلومات كافية حول حالتهم وخيارات العلاج، ومتابعتهم بعد مغادرتهم للمستشفى.

النصيحة رقم ٥: أعتمد على إستراتيجية تواصل جيدة

تُعد مشاكل الاتصال تحدياً كبيراً للمستشفيات، والمقصود بالاتصال ليس فقط التواصل بين المرضى والأطباء، بل تشمل أيضاً الاتصالات كافة بين العاملين في الإدارات الصحية والإدارية في المستشفى. نقص التواصل يؤدي إلى خلل في سير العمل، لذلك فمن المهم استخدام الحلول التكنولوجية المتطورة لحل مشاكل الاتصال في المنشآت الطبية.

النصيحة رقم ٦: الرعاية الصحية الاحترافية

يجب عليك كمدير للمستشفى أن تضع جدولاً يومياً دقيقاً لمواعيد العاملين في المستشفى. المستشفى التي تعمل بمواعيد دقيقة تجذب أفضل الأطباء للعمل. يجب أن يكون الموظفون والأطباء ملتزمين بالمواعيد المحددة للفحوص والعمليات والمرور على المرضى، وغيرها من المهام التي يجب أن تتم بدقة وكفاءة عالية. كما يجب أن تتحقق وجود كل الأدوات والمستلزمات اللازمة في المستشفي. الطبية وتوفير الأدوية على مدار الساعة لتجنب أي تأخير أو تعطيل في مهام سير العمل بالمستشفى.

كمدير لمستشفى أو منشأة طبية فأنت ملزم بمتابعة تنفيذ إرشادات السلامة للعاملين والأطباء والمرضى وكل زائر لمنشأتك الطبية.

تحتاج إلى زرع ثقافة السلامة بين كل العاملين والمترددين على المستشفى، من خلال اللوحات الاسترشادية والدورات التدريبية للعاملين. يجب أن يعرف الجميع مفاهيم السلامة الطبية ومخاطر عدم الالتزام بها، كما يجب وضع صناديق للشكاوى لحث العاملين والمرضى والزائرين على الإبلاغ عن أي ملاحظات تتعلق بالسلامة.

النصيحة رقم ٧: المسؤولية والتحقيق

يجب أن يتم تقسيم المهام بوضوح لكل قسم أو إدارة، ولكل موظف، ولكل شخص في الطاقم الطبي. وبناءً على ذلك، ستستطيع تحديد المخطئ والمقصر، ويجب أن يتم التحقيق معه واتخاذ الإجراء المناسب معه لكيلا يتكرر الخطأ أو التقصير منه أو من باقي زملائه. فالخطأ في المجال الطبي قد يؤدي إلى كوارث لا تحمد عقباها.

الختام

في الختام، فإن إدارة المستشفى بفعالية هي مهمة معقدة ومليئة بالتحديات وتتطلب مزيجًا من المهارات والاستراتيجيات والموارد. يجب أن يكون توفير رعاية عالية الجودة وضمان سلامة المرضى على رأس الأولويات دائمًا، إلى جانب التواصل الواضح لرؤية المستشفى ورسالتها. إن تشجيع مشاركة الموظفين وتطويرهم، والاستثمار في التكنولوجيا والابتكار، والحفاظ على الاستدامة المالية هي أيضًا عوامل رئيسية في إدارة المستشفى بفعالية.

من خلال إعطاء الأولوية للرعاية التي تركز على المريض وتعزيز الثقافة التنظيمية الإيجابية، تستطيع إنشاء أساس قوي للنجاح. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أنه لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع لإدارة المستشفى، حيث أن كل منظمة فريدة من نوعها وتواجه تحديات مختلفة. ومن خلال التقييم المستمر للاستراتيجيات وتكييفها، يمكن للمستشفيات أن تظل في الطليعة وتقدم أفضل رعاية ممكنة للمرضى.