السعادة في العمل في الإمارات

2025

تحقيق السعادة في العمل في الإمارات من أبرز اهتمامات الدولة، حيث أنها من أكثر الدول مراعاةً لحق المواطنين في تحسين جودة الحياة والسعادة، خاصةً في العمل. وتحتل الإمارات مركزًا عالميًا في مستوى السعادة، حيث حلَّت في المركز الأول عربيًا والثاني والعشرين عالميًا حسب تقرير السعادة العالمي 2024.

اهتمت الحكومة بوضع معايير لضمان سعادة الموظفين في الإمارات، حيث قامت بإنشاء وزارة السعادة وأصدرت دليل السعادة وجودة الحياة في بيئة العمل في الإمارات لتتبعه المؤسسات. حيث تسعى الدولة جاهدةً لخلق بيئة عمل مثالية تعزز الرفاهية المهنية والاجتماعية للموظفين. ويُعتبر تحقيق السعادة في العمل عاملاً حاسماً لتحقيق الإنتاجية العالية، والابتكار، والولاء الوظيفي، وبالتالي الازدهار الاقتصادي والاجتماعي في الإمارات.

في هذا المقال:

برنامج وزارة السعادة في الإمارات

اتخذت الحكومة خطوة رائدة نحو تعزيز رفاهية المجتمع، حيث أطلقت البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة في الإمارات. هذا البرنامج الرائع، الذي أطلقته معالي عهود الرومي، وزيرة الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل، بأمر من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يهدف إلى تعزيز السعادة في الإمارات كافةً.

يضم البرنامج مجموعة واسعة من المبادرات والسياسات التي تستهدف تحسين جودة الحياة للمواطنين والموظفين على حد سواء. يركز البرنامج على ثلاثة محاور رئيسية، حيث يسعى إلى ضمان السعادة في الإمارات في جميع جوانب الحياة، بدءًا من السياسات الحكومية وصولاً إلى بيئة العمل.

ومن أبرز المبادرات التي أطلقها البرنامج هي “دليل السعادة وجودة الحياة في بيئة العمل”. والذي يوضِّح إطارًا شاملاً للجهات الحكومية والقطاع الخاص لتبني بيئات عمل محفزة وداعمة تساهم في رفع إنتاجية الموظفين وتحقيق أهداف المؤسسات. إذ يسلط الضوء على أهمية توفير الظروف الملائمة للموظفين، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية، وتعزيز الولاء الوظيفي، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للجمهور.

السعادة في العمل في الإمارات

ليس من الغريب أن تهتم الإمارات برفع مستوى السعادة في العمل، حيث كانت أول دولة تُعيِّن وزيرة للسعادة. وتسعى الدولة جاهدةً لتعزيز جودة الحياة في بيئة العمل وتحفيز الإيجابية في جميع الجهات الحكومية.

تعمل دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي على توفير بيئة عمل صحية وسعيدة للموظفين، وذلك من خلال مبادرات وبرامج متنوعة تسهم في تمكينهم ورفع مستوى رضاهم. كما تعمل الدائرة على تعزيز الوعي بأهمية العوامل الأساسية المؤثرة في بناء ثقافة السعادة والرفاهية في بيئة العمل، مثل الاهتمام بالجوانب الجسدية، والعقلية، والعاطفية للموظفين.

كما أطلقت الدولة عدة مبادرات لتحقيق بيئة عمل سعيدة:

  • تعيين رؤساء تنفيذيين مختصين بالسعادة وجودة الحياة
  • تأسيس مجالس اتحادية للسعادة وجودة الحياة
  • تخصيص وقت كافٍ لأنشطة السعادة وجودة الحياة في الجهات الاتحادية
  • تأسيس مكاتب لتعزيز السعادة وجودة الحياة
  • تعديل مُسمَّى مراكز خدمة المتعاملين إلى مراكز سعادة المتعاملين
  • قياس سعادة المتعاملين من خلال مؤشرات معينة سنوية، والقيام باستطلاعات للرأي وإعداد التقارير
  • تبني نموذج قياسي للسعادة وجودة الحياة المؤسسية في كافة الجهات الحكومية

وتم إطلاق دليل السعادة في العمل الذي يمثل إطاراً استرشادياً تلتزم به المؤسسات لرفع جودة الحياة وخلق بيئة عمل سعيدة وإيجابية في الإمارات. كما أكدت معالي وزيرة السعادة في الإمارات على أهمية هذا الدليل في دعم جهود الجهات الحكومية في تهيئة بيئة عمل سعيدة للموظفين وتحقيق رؤية القيادة بأن تكون حكومة دولة الإمارات الأفضل في العالم، وأن يكون مواطنوها وموظفوها هم الأسعد في العالم.

“إن ثروتي سعادة شعبي.” – الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله

تعريف السعادة وجودة الحياة

يُعتبَر مفهوما السعادة وجودة الحياة من المفاهيم التي حظيت باهتمام متزايد في السنوات الأخيرة، حيث يحاول الناس فهمهما بشكلٍ أعمق. على الرغم من التداخل بين هذين المفهومين، إلا أن كل منهما يحمل دلالات خاصة، وقد وضَّح دليل السعادة الإماراتي الفرق بين الاثنين. فالسعادة ترتبط بالمشاعر الإيجابية اللحظية التي تتغير حسب المواقف، بينما تشمل جودة الحياة جوانب أوسع كالشعور بالتحكم في الحياة والهدف منها.

السعادة أمر ذو وجهين: الأول هو الشعور بالرضا والمتعة في اللحظة الحالية، كشعورنا بالبهجة والحماس لحدوث أمرٍ جيد. أما الوجه الثاني فهو مرتبط بتقييمنا العام للحياة، حيث نقارن حياتنا الحالية بما مررنا به من لحظات سعيدة في الماضي، وبناءً عليه نعرف ما إذا كنا سعداء أم لا في هذا الموقف.

أمَّا جودة الحياة، فهي مفهوم أوسع وأشمل من السعادة، حيث تتضمن جوانب نفسية، واجتماعية، وروحية. بالإضافة إلى الشعور بالسعادة، تشمل جودة الحياة أيضًا الشعور بالحاجة لتحقيق هدف ما، والرغبة في التحكم في الحياة، وتوطيد العلاقات الاجتماعية، وتحسين الصحة.

أهمية السعادة في العمل

إن سعادة الموظفين هي الركيزة الأساسية للنجاح المؤسسي وفقًا لدليل السعادة الإماراتي. حيث لا يمكن لأي مؤسسة تحقيق أهدافها والازدهار دون الاستثمار في أهم أصولها: الموظفين. إن الموظفين السعداء هم القوة الدافعة التي تحرك عجلة التقدم والابتكار في الشركات.

فوائد بيئة العمل السعيدة

  • زيادة الإنتاجية: أُثبِتَ أن الموظفين السعداء أكثر إنتاجيةً وفعاليةً، حيث أن الشعور بالرضا والتحفيز يدفعهم لبذل قصارى جهدهم وتحقيق أفضل النتائج في عملهم.
  • تعزيز الابتكار: بيئة العمل الإيجابية تشجع على التفكير الإبداعي والابتكار. عندما يشعر الموظفون بالراحة والأمان في عملهم، يشاركون بشكلٍ أفضل الأفكار الجديدة والمبتكرة.
  • تحسين الالتزام الوظيفي: الموظفون السعداء يشعرون بالانتماء لمؤسستهم ويسعون إلى الاستمرار في العمل فيها. وهذا يؤدي إلى انخفاض معدلات ترك العمل وتوفير الوقت والموارد التي يتم استثمارها في تدريب الموظفين الجدد.
  • تحسين جودة الخدمة: الموظفون السعداء يتعاملون مع العملاء بودٍ واحترافيةٍ أكبر. ويصبحون أكثر حماسًا لتقديم أفضل خدمة ممكنة، مما يؤدي إلى زيادة رضا العملاء وولائهم.
  • تقليل التوتر والضغط: بيئة العمل السعيدة تساهم في تقليل مستويات التوتر والضغط النفسي لدى الموظفين، مما يؤدي إلى تحسين صحتهم النفسية والجسدية، وتجنب الأخطاء والاحتراق الوظيفي.

الاستثمار في سعادة الموظفين هو مفتاحك لبيئة عمل مُنتِجة، فالموظفون السعداء والمُرضى هم الركيزة الأساسية لبناء بيئة عمل سعيدة وداعمة، حيث يمكن للمؤسسات تحقيق أهدافها، وتعزيز تنافسيتها، وبناء سمعة قوية في السوق.

إطار عمل السعادة وجودة الحياة في بيئة العمل

وضَّح الدليل أن إطار عمل السعادة وجودة الحياة في بيئة العمل يتكون من عنصرين أساسيين يُكملان بعضهما البعض. الأول هو الموظفون السعداء واﻹيجابيون الذين يطمحون لتحقيق سعادتهم وتعزيز جودة حياتهم. والثاني هو المؤسسات السعيدة والإيجابية التي توفر لهم تلك البيئة الداعمة والمساندة.

أركان السعادة وجودة الحياة

لقد تم تحديد أربعة محاور رئيسية تشكل أساس هذا الإطار في دليل السعادة الإماراتي:

  • ترسيخ الغاية: حيث تتمثل الغاية في تحديد رؤية واضحة للمؤسسة وقيم مشتركة لدى الموظفون، وهذا يساعد في تحقيق التوافق بين تطلعات الموظفين وتطلعات المؤسسة.
  • تعزيز الصحة: حيث تشمل التركيز على الصحة البدنية، والنفسية، والذهنية للموظفين، ونشر الثقافة التي تمكنهم من ذلك.
  • توطيد العلاقات: يكون ذلك عبر تشجيع ثقافة العمل الجماعي، وبناء الثقة والولاء بين الأفراد والمؤسسات، وهذا يساهم في توسيع دائرة التواصل وتقبل الآخرين.
  • تحقيق الإمكانات: عبر مساعدة الموظفين وتمكينهم من خلال توفير فرص التطور المهني، وصقل مهاراتهم، وتقدير إنجازاتهم، ونشر ثقافة التطور والنمو في العمل.

تعزيز الإيجابية في العمل في الإمارات

وضَّح دليل السعادة الإماراتي أن بيئة العمل الإيجابية من العوامل الأساسية لتحفيز الموظفين وتحقيق النجاح في المؤسسات. فهي البيئة التي تدفع الموظفين للعمل بحماس ورغبة كبيرة في العطاء.

تلعب إيجابية المحيط دورًا حاسمًا في تحديد سلوكيات الموظفين وكيفية أدائهم لمهامهم بإنتاجية وحب. ففي بيئة العمل الإيجابية، يسود الاحترام المتبادل بين الموظفين، ويتم الاحتفاء بالنجاحات، وتشجيع الآخرين، وتقبل وجهات النظر المختلفة. كما تساهم هذه البيئة في تعزيز الإبداع والابتكار، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون وتجنب البيئة التي يسود فيها تصيد أخطاء الآخرين.

كما يلعب التصميم المعماري لمكان العمل دورًا مهمًا في تعزيز سعادة الموظفين وإنتاجيتهم. فتصميم المكاتب والمساحات الداخلية بشكل جميل يساهم في تحسين تجربة العمل والتأثير الإيجابي على النفسية. وقد أظهرت دراسات أن التصميم المعماري المناسب يمكن أن يعزز سعادة الموظفين، ويدفعهم نحو المزيد من الإنتاجية في العمل.

وقامت العديد من الجهات الحكومية في دولة الإمارات بتطبيق مبادرات لتحسين بيئة العمل، مثل إضافة ألعاب ترفيهية، وتوفير مقاعد مريحة، وتلوين الجدران، وإزالة بعض الجدران لزيادة المساحات المفتوحة التي تسمح للموظفين باستنشاق الهواء وأخذ قسطٍ من الراحة.

توطيد العلاقات الاجتماعية بين الموظفين في الإمارات

وضَّح الدليل أن توطيد العلاقات الاجتماعية بين الموظفين أحد أهم العوامل التي تسهم في بناء بيئة عمل سعيدة وإيجابية. حيث تشير الدراسات إلى أن جودة العلاقات الشخصية هي العامل الرئيسي لشعور الموظفين بالرضا الوظيفي والحافز إلى زيادة الإنتاجية في العمل.

ومن أجل توطيد العلاقات الاجتماعية في العمل، يُنصَح أصحاب العمل بالتواصل الإيجابي الذي يؤدي للتالي:

  • بناء الثقة والاحترام المتبادل: يساهم التواصل الإيجابي في بناء الثقة بين الموظفين، وهذا يخلق بيئة عمل أكثر أمانًا وشفافية.
  • تعزيز روح الفريق والتعاون: عندما يكون التواصل صريحًا، يسهل على الأفراد العمل معًا لتحقيق الأهداف المشتركة ورفع الإنتاجية.
  • زيادة الرضا الوظيفي: يشعر الموظفون الذين يتم التواصل معهم بطريقة إيجابية بأنهم جزء مهم من الفريق، وهذا يزيد من رضاهم عن العمل.

تعزيز مهارات الموظفين في الإمارات

من أهم طرق تعزيز مهارات الموظفين حسب دليل السعادة الإماراتي هو الاحتفاء بالإنجازات، حيث يولِّد ذلك شعوراً بالرضا والسعادة العميقة. حيث يعتبر التطور الشخصي والمهني من العوامل الأساسية لتحقيق الإنجاز والنجاح في بيئة العمل. ويوصى أصحاب العمل بتوضيح مسار وظيفي صريح أمام الموظفين، حيث يتم منحهم فرصًا للتطور والنمو.

كما يلعب التقييم البنَّاء دورًا حاسمًا في مسيرة التطور الشخصي والمهني وبالتالي سعادة الموظفين في الإمارات. حيث أنه يساعد الأفراد على تحديد نقاط قوتهم وضعفهم، وتوجيههم نحو طرق تحسين أدائهم. يجب أن يكون التقييم بنَّاءً وصريحًا، وأن يتم تقديمه بطريقة تحفز على التطور والنمو، وليس بطريقة مُحبِطة.

وأثبتت العديد من الدراسات العلاقة الوطيدة بين سعادة الموظفين وأداء المؤسسة. فالمؤسسات التي يراعي فيها القادة الحاجة لتقدير إنجازات موظفيهم والاحتفاء بها تحقق نتائج أفضل من منافسيها.

الخاتمة

في الختام، من الواضح أن السعادة في العمل ليست مجرد رفاهية، بل هي من أهم الأشياء التي تؤدي إلى زيادة الإنتاجية، وتعزيز الابتكار، والشعور بالولاء للمؤسسة. ولتحقيق هذا الهدف، يجب أن تلتزم المؤسسات بهذا الدليل الذي أعدته دولة الإمارات.

اتخذت الإمارات خطوات كبيرة نحو تحقيق السعادة وتحسين جودة الحياة لمواطنيها ومقيميها، وقد أثبتت أن هذا الهدف ليس مجرد شعار، بل هو نهج الحياة فيها.

ملاحظة تحذيرية هامة

إن هذا المحتوى مُقدَّم لأغراض تثقيفية فقط. بينما نبذل قصارى جهدنا لضمان دقة المعلومات المُقدَّمَة، إلا أنه لا يمكننا ضمان خلوها من الأخطاء أو السهو. لذا يُنصح المستخدمون بالتحقق بشكل مستقل من أي معلومات مهمة وعدم الاعتماد على المحتوى المقدم وحسب.