تخيل أنك تجري في ماراثون وأنت معصوب العينين.
الأمر صعب، أليس كذلك؟
هذا هو الشعور الذي يمكن أن ينتابك عند إدارة فريق، خاصةً فريق يعمل عن بعد، بدون وجود أحد برامج مراقبة الموظفين.
ولكن أين يجب أن نضع حدًا للأمر؟ وما فوائد مراقبة الموظفين عن كثب، وعند أي نقطة تبدأ النتائج العكسية في الظهور؟
بصفتي الرئيس التنفيذي لشركة جِبل، وهو برنامج مجاني 100% لتتبع الوقت، فقد كنت في هذا المأزق من قبل، حيث أعمل بشكل وثيق مع فرق مختلفة بدءًا من عمال البناء إلى المصرفيين الاستثماريين ومطوري البرامج.
هذه التجربة العملية سمحت لي بملاحظة الاستخدام الفعَّال وأحيانًا غير الفعّال لبرامج مراقبة الموظفين.
لقد رأيت كيف يمكن للأدوات المناسبة أن تعزز الإنتاجية ونشاط الفريق، وكيف يمكن أن تفشل إذا لم تُستخدم بحكمة.
لذا، إليك رأيي في مزايا وعيوب مراقبة الموظفين بناءً على التجارب الحياتية والدروس المستفادة.
في هذه المقالة، سأتناول:
- ما هي مراقبة الموظفين حقًا؟
- مزايا مراقبة الموظفين
- عيوب مراقبة الموظفين
- أفضل الممارسات لتطبيق مراقبة الموظفين
ما هي مراقبة الموظفين حقًا؟
مراقبة الموظفين هي ممارسة استخدام طرق مختلفة لمراقبة، وتتبع، وجمع البيانات حول أنشطة ومواقع الموظفين. تتضمن العملية استخدام التكنولوجيا لتتبع جوانب مختلفة من سلوك الموظفين، مثل استخدام الإنترنت والبريد الإلكتروني، والأنشطة على الكمبيوتر، وحتى الموقع الفعلي من خلال تتبع نظام تحديد المواقع الجغرافية (GPS). تُستخدم المعلومات التي يتم جمعها لتحليل أنماط العمل، وتحسين العمليات المتعلقة بالعمل، وضمان الاستخدام المناسب لموارد المنشأة.
مزايا مراقبة الموظفين
أولًا، دعنا نتحدث عن الأمور الجيدة – مزايا مراقبة الشاشة.
الميزة رقم 1: تحسين الكفاءة من خلال تحديد المجالات الأساسية للإنتاجية
مراقبة الموظفين تسمح لأصحاب العمل بتحديد المجالات التي يتفوق فيها الموظفون على أفضل نحو. يمكن استغلال هذه المعلومات القيِّمة لتحسين سير العمل وتوزيع المهام بشكل أكثر فعاليةً. بالنسبة للموظفين، يُترجَم هذا الوضوح إلى فهم أفضل للأدوار والمسؤوليات الفردية. إن معرفة المهام التي تفيد المنشأة بشكل كبير يمكن أن تؤدي إلى تجربة عمل أكثر إرضاءً، حيث يركز الموظفون جهودهم على المهام المؤثرة والمهمة.
الميزة رقم 2: تعزيز الأمان من خلال مراقبة التهديدات المحتملة
تساعد مراقبة الموظفين في الحماية من التهديدات الأمنية من خلال مراقبة بيانات المنشأة. تشمل هذه المراقبة تتبع الوصول أو الاستخدام غير العادي للمعلومات، مما قد يشير إلى خرق أمني محتمل. بالنسبة للموظفين، يعني هذا بيئة عمل أكثر أمانًا؛ حيث تكون البيانات الشخصية وبيانات العمل آمنة. إنها تطمئن الجميع بأن هناك تدابير وقائية موضوعة لحمايتهم من التهديدات الأمنية الخارجية والداخلية.
الميزة رقم 3: تعزيز العدالة في مكان العمل
تقدم مراقبة الموظفين طريقة موضوعية لتتبع أداء الفريق، مما يؤدي إلى عملية تقييم أكثر عدلًا. يمكن لهذا النظام تحديد أصحاب الأداء العالي الذين قد يتم تجاهلهم بدونه، وتسليط الضوء على المجالات التي قد تحتاج إلى التحسين. بالنسبة للموظفين، يعني هذا أن التقدير والمكافآت تعتمد على بيانات الأداء الفعلي، وليس على الآراء الشخصية. يضمن ذلك إطار تكافؤ الفرص حيث يتم تقييم العمل الجاد ومساهمات الجميع بالتساوي.
الميزة رقم 4: توفير فرص للتقدم الشخصي والمهني
يمكن لمراقبة الموظفين تسليط الضوء على مجالات التطور الشخصي والمهني. ومن خلال تحديد الفجوات في المهارات أو المجالات التي يقضي فيها الموظفون الكثير من الوقت، يمكن توجيه مبادرات التدريب والتطوير. بالنسبة للموظفين، يعني هذا فرصًا للتحسين والتقدم في مهنهم. حيث يستفيد أصحاب العمل من وجود قوة عمل أكثر مهارةً، ويستفيد الموظفون من تلقي تدريب موجَّه يعزز القدرات بشكل عام ويزيد من فرص التقدم المهني.
الميزة رقم 5: توفير الوقت والموارد من خلال تحديد أوجه القصور
تساعد مراقبة الموظفين في تحديد أوجه القصور في مكان العمل. ومن خلال التعرف على كيفية استخدام الوقت والموارد، يمكن لأصحاب العمل اتخاذ قرارات مستنيرة للتخلص من إضاعة الوقت وتحسين الكفاءة. بالنسبة للموظفين، هذا يعني العمل في بيئة أكثر بساطةً حيث تتركز جهودهم على المهام الإنتاجية. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تجربة عمل أكثر إرضاءً حيث لا تتم إضاعة الوقت على الأنشطة غير الضرورية أو المتكررة.
باختصار، ليس من الخطأ القول أن مراقبة الموظفين، عند القيام بها بشكل صحيح، يمكن أن تكون أداة فعالة لتعزيز الكفاءة، والأمان، وسلامة الأعمال بشكل عام. الغاية هي العثور على نقطة التقاء مشتركة حيث يستفيد فيها جميع الأطراف المعنية من المراقبة – وهو فوز حقيقي ألأصحاب العمل والموظفين.
عيوب مراقبة الموظفين
الآن، لنتحدث عن الجانب الآخر – عيوب مراقبة الموظفين.
العيب رقم 1: مخاوف الخصوصية
تشكل المخاوف المتعلقة بالخصوصية للموظفين عيبًا كبيرًا فيما يخص مراقبة مكان العمل. عندما يطبق أصحاب العمل أنظمة المراقبة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى شعور الموظفين بانتهاك خصوصيتهم. قد يقلق الموظفون من أن كل تحركاتهم على الإنترنت يتم تتبعها، بما في ذلك الأنشطة أو البيانات الشخصية التي يفضلون الاحتفاظ بخصوصيتها. يمكن أن تخلق هذه الرقابة المستمرة بيئة يشعر فيها الموظفون بافتقارهم للمساحة الشخصية، مما يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة.
العيب رقم 2: انخفاض الثقة والروح المعنوية
عندما يشعر الموظفون بأنهم تحت المراقبة باستمرار، يمكن أن يخلق ذلك لديهم شعور بانعدام الثقة، وكأن قدراتهم ونزاهتهم موضع شك. يمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض الرضا الوظيفي والروح المعنوية، حيث قد يشعر الموظفون بأنهم موضع مراقبة بدلًا من أن يكونوا أعضاءً مُقدَّرين في الفريق. يمكن أن تؤثر مثل هذه البيئة على الحماس وأساليب اتخاذ المبادرة، مما يؤثر ليس فقط على الأداء الفردي بل أيضًا على نشاط الفريق والثقافة العامة في مكان العمل.
العيب رقم 3: التحديات القانونية والأخلاقية
تشكل التحديات القانونية والأخلاقية قضايا كبيرة ومهمة في مراقبة الموظفين، حيث يمكن أن تؤدي المراقبة المفرطة إلى تداعيات قانونية إذا انتُهِكَت حقوق الخصوصية للموظفين. وأخلاقيًا، هناك خط رفيع بين الرقابة الفعالة وانتهاك الحدود الشخصية. لذا، يجب على أصحاب العمل الموازنة بين الحاجة إلى أمان البيانات والإنتاجية مع احترام خصوصية الموظفين، وهي مهمة تتطلب تطوير سياسات دقيقة وتطبيقًا متسقًا.
العيب رقم 4: التفسير الخاطئ للبيانات
عند اعتماد أصحاب العمل على بيانات المراقبة فقط، قد يتوصلون إلى استنتاجات غير دقيقة حول أداء أو سلوك الموظفين. يمكن أن تؤدي مثل هذه الأحكام الخاطئة إلى اتخاذ إجراءات غير عادلة وإلحاق الضرر بالعلاقات المهنية داخل مكان العمل. لمنع هذه المشكلات، من الضروري أن يحلل أصحاب العمل البيانات التي يتم جمعها بواسطة برامج المراقبة بدقة وأن يأخذوا في الاعتبار الصورة الأكبر قبل اتخاذ أي قرارات تؤثر بشكل مباشر على القوى العاملة.
العيب رقم 5: تقييد الإبداع والابتكار
يمكن لبيئة العمل الخاضعة للمراقبة الشديدة تقييد الإبداع والابتكار بين الموظفين. فإن معرفتهم بأنهم تحت المراقبة بشكلٍ مستمر قد يمنع الموظفين من تجربة أساليب جديدة أو التفكير خارج الصندوق (قد يلتزمون بالطرق “الآمنة” للقيام بالأمور)، لأنهم قد يخشون ارتكاب الأخطاء في مثل هذا الجو المُراقَب. هذا الخوف من أن يكونوا مُراقبين يمكن أن يعوق التقدم الإبداعي والابتكاري بشكل عام في المؤسسة.
بينما يمكن أن تكون مراقبة الموظفين أداة فعالة للغاية، فمن الضروري تطبيقها بتعاطف وتفاهم. الأمر لا يتعلق فقط بمراقبة الأنشطة؛ إنها خطوة استراتيجية للتكيف مع بيئة العمل سريعة الخطى الحالية.
أفضل الممارسات لتطبيق مراقبة الموظفين
بصفتك صاحب عمل، قبل أن تقرر تنفيذ مراقبة الموظفين في منشأتك، إليك بعض أفضل الممارسات التي يجب أخذها في الاعتبار:
- اشرح لفريقك بوضوح الغرض والأساليب المُستخدَمة في المراقبة.
- التزم دائمًا بقوانين ولوائح الخصوصية المتعلقة بالمراقبة.
- راقب الأنشطة المتعلقة بالعمل فقط، متجنبًا المعلومات الشخصية.
- كن واضحًا مع الموظفين بشأن ما تقوم بمراقبته ولماذا.
- استخدم بيانات المراقبة لتحسين إجراءات العمل، وليس للعثور على الأخطاء فقط.
- أشرِك فريقك في تطوير وتحسين ممارسات المراقبة.
- اختَر أدوات بسيطة وسهلة الاستخدام للمراقبة (تلميح: جِبل).
- اعترف بالأداء الجيد وكافئه بناءً على بيانات المراقبة.
- قم بتدريب المديرين على تفسير واستخدام بيانات المراقبة بشكل مسؤول.
- حافظ على فتح خطوط الاتصال لمعالجة المخاوف من المراقبة.
- اضمن أمن وسرية بيانات المراقبة التي تم جمعها.
- تجنب الإدارة التفصيلية المفرطة؛ ثِق بفريقك واستخدم البيانات لتوجيههم.
الآن بعد أن تعرفت على مزايا وعيوب مراقبة الموظفين، للتعمق أكثر في الموضوع، أوصي بقراءة مقالتي السابقة، “دليل مراقبة الموظفين“.