صورة بواسطة بيكسا باي (Pixabay)
أصبحت الإنتاجية كلمة شائعة في مكان العمل الحديث. ومع زيادة اهتمام المزيد والمزيد من الأشخاص بزيادة تحقيق الاستفادة القصوى من كل دقيقة في يومهم، فليس من الطبيعي أن تمتلئ الرفوف بالكتب عن الإنتاجية، وكل منها يدعي امتلاك الوصفة السحرية لإنجاز الأمور.
تقدم بعض هذه الكتب بعض الأفكار الرائعة حقًا. لكن البعض الآخر مضيعة للوقت تمامًا.
كتبت هذا المقال لمساعدتك على تجنب الغير مفيد منها.
هنا سأعرض أفضل 10 كتب عن الإنتاجية والتي تستحق حقًا القراءة. يمكنك إيجاد كتب الإنتاجية هذه إمَّا مترجمةً أو مكتوبةً باللغة العربية في نسختها الأصلية. إنها مليئة برؤى قيِّمة لمساعدتك على تعزيز تركيزك وزيادة إنتاجيتك بشكل أكبر في أي مجال من مجالات حياتك تسعى إلى تحسينه.
10 كتب عن الإنتاجية تستحق القراءة
- العادات الذرية: منهج سهل ومُثبَت لبناء عادات جيدة والتخلص من العادات السيئة
- العادات السبع للناس الأكثر فاعليةً
- إدارة الوقت
- قوة العادات: لماذا نقدم على أفعال بعينها في حياتنا الشخصية والعملية
- إنجاز الأمور: فن الإنتاجية الخالية من الإجهاد
- المدير الفعَّال: الدليل الشامل لإنجاز الأمور المهمة
- حرية التركيز: نظام إنتاجية شامل لإنجاز المزيد بمجهود أقل
- البساطة الرقمية: اختيار حياة منظمة في عالم صاخب
- أربعة آلاف أسبوع
- الإنتاجية البطيئة
1. العادات الذرية: منهج سهل ومُثبَت لبناء عادات جيدة والتخلص من العادات السيئة
تقييم جود ريدز (Goodreads): 4.3/5*
المؤلف: جيمس كلير
هذا الكتاب الأكثر مبيعًا في نيويورك تايمز خيار جيد لأي شخص يرغب في رؤى حول النمو الشخصي والإنتاجية.
في الكتاب، يُفصِّل جيمس كلير علم تكوين العادات إلى مفاهيم سهلة الفهم، موضحًا كيف يمكن أن تتراكم العادات الصغيرة أو الذرية بمرور الوقت لإنتاج نتائج هائلة.
ما يعجبني في هذا الكتاب أنه لا يُربِك المستخدمين بالنظريات الكاملة أو بيانات الأبحاث. بل إنه يُحدِّد الخطوات العملية لتحسين عاداتك والتخلص من السيئة منها، مع التركيز على أهمية الاتساق والانتصارات الصغيرة.
وفقًا لكلير، هناك أربعة قوانين رئيسية لتغيير السلوك، والتي يمكن استخدامها لبناء عادات أفضل وتحسين الإنتاجية. وهي (1) جعلها واضحة، (2) جعلها جذابة، (3) جعلها سهلة، (4) جعلها مُرضِية.
كما يُغطِّي أيضًا نصائح عملية حول كيفية إنشاء أنظمة تجعل بناء العادات أسهل، بما في ذلك أفكار مثل تجميع العادات، وتصميم البيئة، وتتبع التقدم.
باختصار، أعتقد أن “العادات الذرية” كتاب مكتوب جيدًا ويستحق القراءة.
“أنت لا ترتقي إلى مستوى أهدافك، وإنما تهبط إلى مستوى أنظمتك.” ― جيمس كلير، العادات الذرية
2. العادات السبع للناس الأكثر فاعليةً
تقييم جود ريدز (Goodreads): 4.2/5*
المؤلف: ستيفن كوفي
يُركِّز “العادات السبع للناس الأكثر فعاليةً” على تحسين الذات، ويتناول العادات الأساسية التي يمكن أن تساعدك على تحقيق النجاح الشخصي والمهني. يكشف كوفي عن هذه العادات كالتالي:
- العادة الأولى – كن استباقيًا
- العادة الثانية – ابدأ عارفًا هدفك النهائي
- العادة الثالثة – ضع الأولويات أولًا
- العادة الرابعة – فكر بتحقيق الربح للجميع
- العادة الخامسة – اسعَ أولاً إلى الفهم، ثم إلى أن تُفهم
- العادة السادسة – تآزر
- العادة السابعة – جدد طاقتك باستمرار
تُصنَّف العادات من 1 إلى 3 في الكتاب على أنها عادات النصر الشخصي. حيث تهدف إلى مساعدتك على تحسين طريقة تفكيرك، وتحمل مسؤولية قراراتك، والتحرك نحو الاستقلالية.
بمجرد أن تحقق الفعالية الشخصية، يقدم كوفي عادات تحقيق النصر العام (العادات من 4 إلى 6)، والتي تُركِّز على العمل الجماعي، والتواصل، وبناء علاقات قائمة على الثقة. توجهك هذه العادات إلى التفكير التعاوني، وتعزيز مواقف تحقيق الربح للجميع، والاستفادة من نقاط قوة فريقك لتحقيق المزيد معًا.
تؤكد عادة التجدد الأخيرة على أهمية التجديد الذاتي المستمر والنمو الشخصي، مما يضمن حفاظك على التوازن والفعالية على المدى الطويل.
هذا النهج الشامل يجعل “العادات السبع” دليلاً خالدًا على التنمية الشخصية والقيادية. إنه يُركِّز على الفعالية طويلة المدى بدلاً من الحلول السريعة.
“إذا زرعت فكرة حصدت عملاً ، وإذا زرعت عملاً حصدت عادة، وإذا زرعت عادة حصدت شخصية، وإذا زرعت شخصية حصدت مصيراً.” ― ستيفن كوفي، العادات السبع للناس الأكثر فعاليةً
صورة بواسطة بروك كاجل على أن سبلاش (Unsplash)
3. إدارة الوقت
تقييم جود ريدز (Goodreads): 3.6/5*
المؤلف: إبراهيم الفقي
بدلاً من الانغماس في الانشغالات اليومية وإضاعة الوقت في مهام ليس لها أهمية، يشدد إبراهيم الفقي في كتابه “إدارة الوقت” على أهمية تقدير كل لحظة من حياتنا.
يبدأ بتسليط الضوء على طبيعة الوقت كأحد أهم موارد الإنسان، حيث أن الوقت هو رأس المال الحقيقي الذي لا يمكن تعويضه. يتساءل الفقي: ماذا لو كان لديك فقط ستة أشهر لتعيشها؟ كيف ستعيد ترتيب أولوياتك؟
يؤكد الفقي أن إدراك قيمة الوقت يساهم في تحفيزنا على اتخاذ قرارات أكثر وعياً حول كيفية قضائه. أفكار الكتاب تجعلك تراجع أولوياتك وتعيد تقييم كيفية استثمار وقتك بشكل أكثر فاعلية. كما يوضح أن تنظيم الوقت لا يتم فقط عبر نصائح تقليل التوتر، بل هو فن يتطلب استراتيجيات عملية.
يتناول في كتابه موضوعات متنوعة، منها مضيعات الوقت ومعوقاته، وكيفية تنظيم الوقت بفعالية. في النهاية، يقدم نماذج ملهمة من حياة الصحابة والسلف، مشيراً إلى أهمية استغلال الوقت لتحقيق الأهداف وإحداث تغيير إيجابي في حياتنا.
“الوقت هو الحياة، ومن لا يحسن إدارته، يضيع حياته.” – إبراهيم الفقي، إدارة الوقت.
4. قوة العادات: لماذا نقدم على أفعال بعينها في حياتنا الشخصية والعملية
تقييم جود ريدز (Goodreads): 4/5*
المؤلف: تشارلز دويج
“قوة العادات” هي استكشاف عميق لكيفية تشكيل العادات لحياتنا، سواء على المستوى الشخصي أو المهني.
إنه يُركز بشكل أساسي على العلم وراء تكوين العادات ويشرح كيف يمكن أن يساعدنا فهم “حلقة العادة”—والمكونة من الإشارة، والروتين، والمكافأة – في تغيير العادات المترسخة.
الكتاب مليء بالعديد من الأمثلة الواقعية والقصص الممتعة، من كيفية تغيير بيبسودنت لعادات نظافة الفم إلى كيفية تدريب ستاربكس للموظفين لبناء روتينات مُنتِجة.
يؤكد دويج أنه على الرغم من أنه لا يمكن محو العادات تمامًا، إلا أنه يمكن إعادة تشكيلها عن طريق تعديل الروتين مع الحفاظ على سلامة الإشارة والمكافأة. يُعد هذا المفهوم، المعروف بالقاعدة الذهبية لتغيير العادات، محورًا للنهج العملي للكتاب.
“قد لا يكون التغيير سريعًا ولا يكون دائمًا سهلاً. ولكن مع الوقت والجهد، يمكن إعادة تشكيل أي عادة تقريبًا.” ― تشارلز دويج، قوة العادات
5. إنجاز الأمور: فن الإنتاجية الخالية من الإجهاد
تقييم جود ريدز (Goodreads): 4/5*
المؤلف: ديفيد ألين
“إنجاز الأمور” هو مصدر رائع يحتوي على نصائح للإنتاجية من المديرين والمسؤولين التنفيذيين الآخرين.
في الكتاب، يقدم ديفيد ألين نظامًا عمليًا لمساعدة الأفراد على إدارة مهامهم والتزاماتهم بشكل أكثر فعالية.
يدور نظام “إنجاز الأمور” حول خمس خطوات أساسية: الجمع، المعالجة، التنظيم، المراجعة، والتنفيذ. باتباع هذا الهيكل، يمكنك ترتيب أفكارك، وتنظيم المهام، والتركيز على الخطوات العملية. الهدف هو الحفاظ على خلو الذهن من المُشتِّتات عن طريق نقل المهام إلى “صناديق” خارجية (مثل القوائم أو التطبيقات)، مما يسمح لك بالتركيز على المهمة الحالية.
تكمن قوة “إنجاز الأمور” في تقنياته العملية والسهلة التطبيق التي تساعدك على إدارة المشاريع الشخصية والمهنية بوضوح.
“إذا لم تولِّ الاهتمام المناسب لما يستهوي انتباهك، فسيأخذ المزيد من انتباهك أكثر مما يستحق.” ― ديفيد ألين، إنجاز الأمور
6. المدير الفعَّال: الدليل الشامل لإنجاز الأمور المهمة
تقييم جود ريدز (Goodreads): 4/5*
المؤلف: بيتر ف. دراكر
“المدير الفعَّال” هو دليل رائع حول كيفية زيادة الفعالية الشخصية في مكان العمل.
يركز الكتاب على الاستراتيجيات الأساسية لتحسين الإنتاجية، مؤكداً أن الفعالية مهارة يمكن أن يتعلمها أي شخص. يُحدِّد دراكر الممارسات الرئيسية الخمس للمديرين التنفيذيين الفعالين: إدارة الوقت، والتركيز على النتائج وليس العمل، والاستفادة من نقاط القوة، وإعطاء الأولوية للمهام المهمة، واتخاذ قرارات مستنيرة.
“الذكاء، والخيال، والمعرفة موارد أساسية، لكن الفعالية فقط هي التي تحولها إلى نتائج.” ― بيتر ف. دراكر، المدير الفعال
7. حرية التركيز: نظام إنتاجية شامل لإنجاز المزيد بمجهود أقل
تقييم جود ريدز (Goodreads): 4/5*
المؤلف: مايكل هيات
لا تعني الإنتاجية فقط حشو المزيد من الأعمال في يومك. في هذا الكتاب، يؤكد هيات أن الإنتاجية الحقيقية تأتي من التركيز على المهام الصحيحة. الفكرة الأساسية لنظامه بسيطة: لا يتعلق الأمر بالقيام بالمزيد من الأعمال ولكن بالقيام بأهم ما يجب فعله.
نظام “حرية التركيز” مبني على ثلاث خطوات رئيسية—التوقف، والتخلص، والتنفيذ. يحث هيات القرَّاء أولاً على التوقف وتقييم أهدافهم، مع تسليط الضوء على أهمية طرح السؤال: ما سبب رغبتهم في رفع إنتاجيتهم؟ بعد ذلك، يؤكد على التخلص من المهام غير الضرورية، وأتمتة العمليات، وتفويض الآخرين بها. أخيرًا، تُعلّم مرحلة “التنفيذ” كيفية تركيز الطاقة على الأنشطة ذات التأثير العالي، وتبسيط سير العمل، والقضاء على المُشتِّتات.
يعتقد هيات أنه باتباع هذه الخطوات، يمكن لأي شخص تقليل الشعور بالضغط، وخلق مساحة لمزيد من العمل الهادف، وفي النهاية تحقيق المزيد دون التعرض للإرهاق.
“في عالم توافرت فيه المعلومات بِحُريَّة، يصبح التركيز أحد أكثر السلع قيمةً في مكان العمل.” ― مايكل هيات، حرية التركيز
صورة بواسطة ثوت كاتالوغ على أن سبلاش (Unsplash)
8. البساطة الرقمية: اختيار حياة منظمة في عالم صاخب
تقييم جود ريدز (Goodreads): 4/5*
المؤلف: كال نيوبورت
من المؤكد أننا جميعًا نٌشيد بقابلية للتكنولوجيا لأن تكون أداة مفيدة وفي الوقت نفسه مصدرًا مؤذٍ للتشتت. في هذا الكتاب، يقدم كال نيوبورت منظورًا جديدًا حول كيفية استخدامنا للتكنولوجيا في حياتنا اليومية.
يجادل نيوبورت بأن الأدوات الرقمية الحديثة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات، لها فوائدها، ولكنها غالبًا ما تُثقلنا، وتشتت انتباهنا بعيدًا عمَّا يهم حقًا. ردًا على ذلك، يقدم نيوبورت مفهوم البساطة الرقمية، والذي يتعلق كله بالوعي في استخدام التكنولوجيا.
يُعرّف نيوبورت البساطة الرقمية بأنها تركيز وقتك الذي تقضيه على الإنترنت على عدد صغير من الأنشطة المُختارة بعناية والتي تدعم قيمك وأهدافك مباشرة. بدلاً من تصفح الصفحات بلا هدف أو الاستخدام المستمر، يشجع نيوبورت القُراء على أن يكون لديهم مقصد ووعي، مع التخلص من المشتتات غير الضرورية.
“المحادثة تُثري الفهم، لكن الانعزال هو مدرسة العباقرة.” ― كال نيوبورت، البساطة الرقمية
9. أربعة آلاف أسبوع
تقييم جود ريدز (Goodreads): 4.2/5*
المؤلف: أوليفر بوركمان
في “أربعة آلاف أسبوع”، يتحدى بوركمان ثقافة العمل الدؤوب التي تدفعنا إلى استغلال كل دقيقة للحد الأقصى. بدلاً من التركيز على حِيَل الإنتاجية أو نصائح الكفاءة، يسلط بوركمان الضوء على حقيقة أن وقتنا محدود للغاية. في المتوسط، لدينا حوالي 4000 أسبوع فقط في حياتنا. إنه يُشجِّع القراء على التصالح مع هذا الحد والتركيز على العيش بمعنى بدلاً من محاولة القيام بكل شيء.
يستكشف الكتاب المُستوحى من الرؤى الفلسفية والنفسية كيف يؤدي هوسنا بالقيام بالمزيد غالبًا إلى التوتر وعدم الرضا. بدلاً من ذلك، يدعو بوركمان إلى تقبل حقيقة أننا لا نستطيع إنجاز كل شيء، وأن إعطاء الأولوية لما يهم حقًا—بدلاً من مجرد تحقيق أقصى استفادة وقتنا—هو مفتاح الوصول لحياة مُرضيَة. يعتبر “أربعة آلاف أسبوع” تذكيرًا بالعيش في الحاضر، والتصالح مع حدودنا، وإعادة التفكير في كيفية استخدام الوقت المتاح لدينا.
“المقياس الحقيقي لأي تقنية لإدارة الوقت هو ما إذا كانت تساعدك على إهمال الأشياء الصحيحة التي يجب إهمالها أم لا.” ― أوليفر بوركمان، أربعة آلاف أسبوع
10. الإنتاجية البطيئة
تقييم جود ريدز (Goodreads): 3.7/5*
المؤلف: كال نيوبورت
بدلاً من حشو أكبر عدد ممكن من المهام في كل يوم، يُشجِّع كال نيوبورت القُرَّاء على عدم الاندفاع الشديد وراء ثقافة العمل الدؤوب. إنه يُركِّز على ثلاث مبادئ رئيسية في هذا الكتاب: القيام بأقل عدد من الأشياء، والعمل بوتيرة طبيعية، والتركيز على الجودة.
يشرح نيوبورت أن التسرع في إنجاز المهام يُقلِّل من جودة العمل، في حين أن تخصيص الوقت والطاقة لمشاريع أقل عددًا وأكثر أهميةً يؤدي إلى نتائج أفضل وأقل إرهاقًا. كما ينتقد الهوس الحديث بـ “الإنتاجية الزائفة” – والتي تتسم بأن يبدو الشخص منشغلًا دون إنجاز عمل مهم فعليًا.
“الإنتاجية البطيئة” دعوة لإعطاء الأولوية للتعمق بدلًا من السرعة، وتحقيق المزيد من خلال التباطؤ والتركيز على ما يهم حقًا.
ما يهم في النهاية هو المكان الذي تنتهي فيه، لا السرعة التي تصل بها إلى هناك، ولا عدد الأشخاص الذين تثير إعجابهم بانشغالك المضطرب طوال الطريق.
الملخص
أنا شخصيًا أحب كتب الإنتاجية. أعتقد أن هناك الكثير مما يمكن تعلمه منها، ليس فقط عن إدارة الوقت، ولكن أيضًا عن تحسين التركيز وتكوين عادات أفضل، وفي نهاية الأمر عيش حياة أكثر توازناً. يمكن أن يمنحك كتاب الإنتاجية المناسب رؤى جديدة أو يُذكِّرك بالتقنيات البسيطة التي تُحدِث فرقًا كبيرًا في كيفية تعاملك مع مهامك اليومية.
لذا آمل أن تستخلص بعض الدروس القيِّمة من هذه الكتب، وتدمجها في روتينك، وتتمسك بها حتى تصبح عادات.
أتمنى لك كل التوفيق!
*جميع تقييمات جود ريدز صحيحة اعتبارًا من 10/12/24
